برسم السيد رئيس مجلس الوزراء..تجميع السيارات..أم تصنيع أجهزة الري الحديث؟
إنها أولويات الاستثمار، أيها السادة في حكومتنا، أي توجيه الاستثمارات نحو قطاع الإنتاج الأكثر إلحاحاً وأهمية للاقتصاد الوطني.. ولتلبية حاجات الاستهلاك الداخلي.. ورفد قطاع التصدير،خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تعاني فيها بلادنا وطأة الحصار الاقتصادي، وتراجع الإنتاج الصناعي.
خلال العقد الماضي ذقنا الأمرّين بسبب غياب الرؤية الواقعية للعملية الاستثمارية، فقد أُهدرت مليارات من الرساميل الوطنية على النشاطات الريعية والهامشية التي تركزت على تأجير السيارات ومشاريع العقارات المخصصة للنخبة، في الوقت الذي كانت الخطة الخمسية العاشرة فيه تعد السوريين بمجتمع الكفاية والتقدم، أما المواطن فكان يشتري الزبدة الفرنسية والدانماركية.. ويشرب الحليب السعودي، ويرتدي الألبسة الخليجية والتركية والصينيـة، بسبب تراجع إنتاج الصناعة المعتمدة على المحاصيل الزراعية والحيوانية والمواد الأولية السورية!
ما حاجتنا اليوم إلى مصنع لتجميع السيارات؟؟ وقالب الزبدة ثمنه ألف ليرة سورية؟! ماهي نسبة المواطنين المتضررين من منع استيراد السيارات السياحية نسبة إلى المواطنين المتضررين من غياب الصناعات التي تلبي احتياجاتهم الغذائية، وتؤمّن مستلزمات النشاط الحرفي والصناعي محلياً عوضاً عن استيراده من الخارج؟!
هل نتّهم سوء مواسم الأمطار بانخفاض الإنتاج الزراعي، ونحن نستورد أجهزة الري الحديث من الخارج بأسعار يعجز عن تأمينها مزارعنا (الفقير)؟؟!! ثم نرخّص لمشروع استثماري لتجميع سيارات كورية يكلف مليارات، وذلك لتلبية حاجة النخب القادرة على دفع الملايين!
حدِّدوا القطاعات المنتجة التي تساهم في معافاة الاقتصاد الوطني، ووجِّهوا الاستثمارات إلى هذه القطاعات التي ستساهم حتماً في إطلاق نشاطات منتجة أخرى!
ضعوا أولويات للعملية الاستثمارية تتضمن مزيداً من المحفزات!
هذا هو المطلوب اليوم، يا حكومتنا!