صرخات البيئة السورية: أيها العالم أوقفوا التحريض!
معاناة كبيرة يعيشها البيت السوري نتيجة الحرب التي لم تنتهِ بعد مرور سنوات على اشتعالها في الحجر والشجر والإنسان..
البيت السوري، هو وعاء إنساني يفترض أن يحترمه العالم ويستحق الوقوف عنده، خاصة بعد عمليات التخريب والدمار التي استهدفته على مختلف الصعد: الاقتصادية والاجتماعية والنفسية فضلاً عن الأمنية!
أثارني هذا الموضوع، وأنا أتابع الأنشطة الإعلامية التي شهدها اليوم الأول من تشرين الثاني كيوم وطني للبيئة في سورية، وهو يتجه إلى محاكاة عالمية ليوم البيئة العالمي في الخامس من حزيران!
فالبيئة مع تقدم المفاهيم والدراسات عنها، لم تعد تنحصر، بجانبي التلوث والنظافة فقط، بل تتجه لتشميل هذا المفهوم الكثير من معاناة الإنسان، ومن بينها معاناته من (العنف والعدوان)، وهي واحدة من أهم العناصر في متابعة مفهوم النشاط المطلوب في يوم البيئة العالمي القادم!
ما تحتاجه البيئة السورية هو أن تعي وسائل الإعلام العربية أن تحويل الإنسان السوري إلى هدف يومي وعلى مدار الساعة أحيانا للتحريض على الاقتتال، وترويج أفكار العنف والقتل والانتقام على الأرضية السياسية والطائفية يفترض أن يتوقف، لأنه يناقض الاتفاقات الدولية وحقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه يعتبر بمثابة اعتداء على إنسانيته فضلاً عن الاعتداء على ثقافته وتجربته الوطنية!
إن الاستهداف السياسي للسكان السوريين لم يعد مجدياً، وكل المعطيات تشير إلى ذلك، وبهذه الحالة ثبت للعالم أن من حق السوريين استعادة أمنهم واطمئنانهم وبيئتهم النظيفة من أشكال العنف والتوتر والتحريض..
وهنا يفرض اقتراح إنساني نفسه على العالم، وهو أن يجري الإعداد ليكون إحياء (اليوم العالمي للبيئة) هذا العام تحت عنوان: بيئة نظيفة من التحريض الإعلامي في الشرق الأوسط، ويوصى بوقف القنوات الفضائية التحريضية المعادية للشعب السوري وحقوقه التي يتضمنها حكماً الإعلان العالمي لحقوق الإنسان!
إن غبار الحرب لوّث كل شيء من متطلبات الحياة عند السوريين، وكل تقارير العالم تشير إلى معاناة الإنسان السوري مما يُعدّ له في الخفاء والعلن، فهل يكون اليوم العالمي للبيئة مفتاحاً للحديث عن مشروع بوقف أي تلويث بصري وفكري وحضاري لبلادنا؟!