أكذوبة (الكيماوي).. والعدوان التركي المبيّت!
يدرك المواطنون السوريون أن الإدارة الأمريكية لا تحتاج إلى مبررات لشن عدوانها على سورية، فأي مبرر من الناحية القانونية لا يسمح للولايات المتحدة بالتصرف نيابة عن المجتمع الدولي، لكن الأمريكيين الذين يتشدقون بالمبررات الإنسانية وحقوق الإنسان في سورية منذ اندلاع الأزمة، يعلمون تماماً حساسية الرأي العام في أمريكا وأوربا والعالم بأسره تجاه الكوارث الإنسانية، ويستغلون مشاعرهم لتحقيق الغايات التي من أجلها وضعوا مخططاتهم لإركاع سورية، وتقسيمها، تمهيداً للشرق الأوسط الجديد، الذي يريدونه خالياً من أي منغصات تحول دون سيطرة الكيان الصهيوني على مقدراته، وتصفية القضية الفلسطينية التي شرعوا بوضع السيناريو الخاص بها عبر (صفقة القرن).
المحللون السياسيون دأبوا على توقع العدوان الأمريكي على سورية كلما استجدت معطيات تمهّد لإنهاء الأزمة السورية، سواء أتت هذه المستجدات إثر التقدم الذي يحرزه الجيش السوري، أو عبر نجاح المساعي السياسية التي تقودها روسيا لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة التي طحنت السوريين وأدمت قلوبهم.
السلوك الأمريكي لم يعد مفاجئاً، فإما أن يتحقق ما رمت إليه المخططات الأمريكية، وإما أن يصعّدوا ويعرقلوا وربما يعودون بالأوضاع إلى المربع الأول، وهذا ما نشهده اليوم بعد أن شكلوا جيشهم (السوري)، وتفاهموا مع أردوغان على تفاصيل عرقلة أي حل لا يضمن تحقيق مآربهم.
تعود اليوم (نغمة) السلاح الكيميائي إلى الأجندة الأمريكية والأوربية.. إنها (أغنية الشيطان) الجاهزة، سياسياً وإعلامياً، للتدخل الأمريكي والأوربي العسكري في سورية، بعد أن سيطر الجيش السوري على نحو 90% من الأراضي السورية.
إنهم يستخدمون الصور والأشرطة المفبركة من جديد، ويصدرون نداءات (إنسانية) بلسان حلفائهم الإرهابيين، أما قذائف الإرهابيين على دمشق وغيرها من المدن السورية، وما سببته من نزيف الدم والتدمير، فهي وسائل (مشروعة)_ حسب المنطق الأمريكي!
العدوان الأمريكي العسكري على بلادنا هو احتمال قائم، رغم الجهود الروسية والدولية الأخرى لاستمرار الجهود السلمية، ورغم نفي الحكومة السورية لاستخدام السلاح الكيميائي، لأنها لا تمتلكه أصلاً، بعد تدميره بموجب الاتفاق الأمريكي الروسي عام 2013، وهذا ما يتطلب من المواطنين السوريين استمرار الوقوف والصمود خلف الجيش السوري في مواجهة بقايا الإرهابيين، وفي صد أي عدوان على سورية، كما يتطلب من القيادة السياسية في البلاد توفير عوامل التصدي لهذا العدوان المتوقع عبر استمرار حوار السوريين وتوافقهم على حماية وحدة بلدهم أرضاً وشعباً، وبناء مستقبلهم الديمقراطي.. العلماني.. التقدمي، رغم أنوف الإرهابيين وأسيادهم.