نحن نعرف الجنرال غورو.. هل يعرف الفرنسيون الجنرال يوسف العظمة؟!

بالتأكيد، نعرف، نحن السوريين، معنى وتاريخ كثير من أسماء (الجنرالات) الذين مروا على تاريخ بلادنا، محتلين وغزاة، وتركوا أثراً مؤلماً في تاريخنا كالجنرال غورو…

وإذا كانت المعرفة نسبية عند البعض، فهي على أي حال من صلب المعرفة الضرورية والمدرسية عن تاريخ بلادنا، فاسم الجنرال غورو من صلب التاريخ الذي يتعلق بالاستعمار الفرنسي لبلادنا وبالكفاح الوطني ضده..

لكن هل خطر ببالنا ونحن نحاول تهجئة حروف هذا الاسم ومعناه.. هل خطر ببالنا سؤال مهم فحواه: هل يعرف الفرنسيون اسم الجنرال يوسف العظمة ومعنى مواجهته لغورو، ويفترض أن يكون هذا الاسم من صلب المعرفة الضرورية والمدرسية عن تاريخ بلادهم في أهم مراحل العصر؟!

ليس لدي إجابة، رغم أن السؤال مهم.

فمن الضروري أن تكون مثل هذه المعرفة موجودة عند كثيرين من الفرنسيين الذين يهتمون باسم يوسف العظمة وتاريخه ومعناه أكثر من اهتمامهم بجنرال فرنسي يحشد القوة الضاربة من بلاده على شعب أعزل، فيوسف العظمة هو النموذج.. هو الاستثناء، وتلك الأسماء كثيرة ومملة في تاريخ غزو الشعوب واحتلالها، وتلك الأسماء لها رنين العار، أما اسم يوسف العظمة فله رنين الوطنية والعزة والكرامة!

هكذا بدأت التداعيات وأنا أبحث عن ذاك الصوت القادم من ميسلون..

الكاتبة الفرنسية إليس بوالو في كتابها المهم جداً (دمشق تحت القنابل) أرّخت لفصول مهمة من تاريخ معاناة السوريين تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم، ولم تمنعها ثقافتها من تدوين كل ما من شأنه كشف هذه المعاناة التي سببتها فرنسا للسوريين..

سورية هذه الأيام في كل شبر منها تحت وقع الموت والدمار التي تسببها الحرب على تاريخها وشعبها وحتى على معالمها التي يعتبر يوسف العظمة واحداً من أهمها ورمزاً من رموزها.. والغريب أن التاريخ وهو يسجل حكاية يوسف العظمة، يرسم ملامح الطريق إلى الاستقلال والدفاع عن الكرامة الوطنية لم ينتبه إلى أن بالإمكان أن يتحول النموذج إلى مدرسة..

نعم…

فآلاف السوريين اليوم يرتدون خوذة يوسف العظمة، يتطلعون بعيون متحفزة إلى أسماء كل الجنرالات التي تذكّرهم باسم الجنرال (غورو)، وهنا يكبر السؤال: إذا كان الفرنسيون يعرفون يوسف العظمة، فهل يمكن لهم أن يدققوا قليلاً في كل مايجري في سورية ليعرفوا جيداً أن الشعب السوري كله يرتدي خوذة يوسف العظمة، ويتجه للدفاع عن كل التلال المترامية التي يضحي أبناؤه من أجلها كما حصل في ميسلون؟!

العدد 1140 - 22/01/2025