هل أنتم بحاجة إلى اسم لمولودكم؟!

 كانت زوجة صديقي في الساعات الأخيرة من الحمل، وكنت في المقهى مع صديقين آخرين، فإذا به يصل ويطرح علينا سؤالاً يتعلق باسم الوليد الذي ينتظره.. قال لنا: ستضع زوجتي طفلاً بين ساعة وأخرى، وسأخبركم صراحة أنني في حيرة من الاسم الذي سأنتقيه. أريد له اسماً جديداً، وفي الوقت نفسه أريد الاسم من تراثنا..وشرح لنا خياراته:

 خطر لي أن أسمّيه أدهم، على اسم الحصان أو عاصف على اسم العاصفة، أو قيس على اسم ابن الملوح.. أو ربما أسميه السموءل على اسم الشاعر المعروف.. فقلنا له مازحين: عد إلى اليوتيوب وابحث عن مسلسل الجوارح، وبإمكانك التعرف على أسماء كثيرة، فربما تجد الاسم الذي تريده في الفانتازيا التاريخية! وضحكنا، إلا أن صديقنا لم يضحك، ولم يشاركنا المزاح. قال:

 طيب اختاروا أنتم الاسم المناسب. وكونوا جادين!

وعندما أحسسنا بجديته، تواردت الأسماء: إياد.. سامر.. فواز. سالم.. وكان يهز رأسه رافضاً.. وفجأة جاءت الفكرة، من أحد الجالسين، وكان يرقب التفاصيل بهدوء: أطلق عليه اسم أديسون، لعل اسمه يكون فأل خير على الكهرباء!

وضحكنا، دون أن يشاركنا الضحك من جديد، بل رن هاتفه الجوال، فإذا به يودعنا وهو يقول: زوجتي في حالة الولادة!

بعد أن ذهب الصديق إلى بيته لمتابعة مستجدات حالة الولادة، تابعنا نحن سلسلة الخيارات، ثم جرّنا الحديث عن أديسون مخترع الكهرباء إلى معاناة السوريين من الحرب عليهم التي ألحقت الأذى بحياتهم، فضربت الإنسان والزرع والضرع.. وخربت كل جميل في بلادنا، الكهرباء والماء والطرق والشوارع..

ما الذي فعلوه بالإنسان السوري؟

صار الحديث سياسياً، وامتد إلى آخر مستجدات السياسة والحرب، والتوقعات القادمة إزاء الحل الذي يبحث عنه العالم للقضاء على الإرهاب ومساعدة السوريين على مواجهته، بعد أن أيقنوا أن الإرهاب أصل البلاء في كل ما يحصل في سورية وحول سورية..

بعد نحو ساعتين.. رن جرس هاتفي، فوجئت أن صديقي الذي خرج ملهوفاً ليكون إلى جانب زوجته في الولادة هو الذي يتصل.. قلت لهم:

 إنه هو؟ خير إن شاء الله..

فتحت الهاتف الجوال، وقلت بلهفة:

 طمئنا يا رجل!؟

فجاء رده:

 أنجبت طفلاً جميلاً.. الآن اضحكوا.. سأسمّيه اسماً يليق بكل سوري هو: صابر!

العدد 1140 - 22/01/2025