الجيش يسيطر على 80% من الغوطة الشرقية..الأمريكيون يهددون بالعدوان العسكري.. وشعبنا صامد
مع سيطرة الجيش السوري على نحو 80% من مساحة الغوطة الشرقية، ومع خروج أكثر من 75 ألف مواطن من مناطق وبلدات كانت تسيطر عليها المجموعات الإرهابية، تقترب موقعة تحرير الغوطة من نهايتها، خاصة بعد ورود أخبار عن نجاح المساعي السلمية في كلٍّ من حرستا ودوما، واقتراب التوقيع على المصالحة الوطنية في كلا المدينتين.
ما ذكره المواطنون الخارجون من مناطق سيطرة الإرهابيين في الغوطة الشرقية كان مؤلماً، لكنه دلّل على سلوك هذه المجموعات، وهدفها من منع خروجهم: استخدامهم دروعاً بشرية في مواجهاتها مع الجيش السوري.
إن عودة الغوطة الشرقية إلى حضن الوطن تشكل نقلة نوعية في المواجهة مع المجموعات الإرهابية، وتغييراً هاماً في ميزان القوى لصالح الجيش السوري سيترك تأثيره الإيجابي على مجمل الأوضاع، لا في سورية فحسب، بل على النطاق الإقليمي.
وهذا ما أثار صقور الإدارة الأمريكية والمتحدثين بلسانها، وما التهديدات التي تطلقها أمريكا اليوم بشن عدوان عسكري على سورية، بذريعة استخدام (الكيماوي)، إلا مؤشراً على شعور الإدارة الأمريكية بالإحباط الشديد من النجاحات التي يحرزها جيش سورية الوطني، واقترابه من حسم المعركة النهائية مع الإرهابيين في سورية، وطردهم من كل شبر من الأرض السورية.
التهديد الأمريكي بالعدوان على سورية جوبه بردٍّ روسيّ عنيف وغير مسبوق، تضمّن تحذيراً بتدمير مصادر إطلاق الصواريخ الأمريكية، ونداءات بالعودة إلى إحياء المبادرات السياسية واستئناف الجهود السلمية لإنهاء الأزمة السورية.
الإدارة الأمريكية وصقورها الذين تسيّدوا مراكز القرار السياسي والعسكري والذين يسلكون سياسات الهيمنة والتطرف في فرض القرار على أوربا والعالم دون مقاومة لهذه السياسات، تواجه اليوم بردٍّ سوري قال لا لمخططاتها بالتصعيد العسكري وصولاً إلى تقسيم سورية، لذلك لا نستغرب إقدام هذه الإدارة على مغامرة عسكرية وشنّ عدوان عسكري على بلادنا، (تُجامل) به (معتدليها) في سورية، وتعيد هيبتها أمام حلفائها الأوربيين.
التصعيد الأمريكي لم يقتصر على التهديد بالعدوان على سورية، بل سبقه تفاهم مع الجانب التركي، أزاح من أذهان البعض احتمال الاختلاف والتعارض بين السياستين الأمريكية والتركية إزاء تقسيم سورية، بعد إعلان الجانبين عن تفاهمات بخصوص عفرين ومنبج والمنطقة الشرقية من سورية.
قوات أردوغان ومرتزقتها اقتحمت مدينة عفرين البطلة التي قاومت العدوان التركي، وقامت بتدمير المنشآت الحيوية في المدينة، الأمر الذي يتطلب استخدام جميع الوسائل لطرد المعتدين الأتراك، وتحرير الأرض السورية من كلّ معتدٍ، والتمسك بوحدة سورية أرضاً وشعباً.
المواطنون السوريون متفائلون، بعد تقدّم جيشهم الوطني في حسم مواجهته مع الإرهابيين في الغوطة الشرقية، وهم يقفون اليوم خلفه صامدين في مواجهة أي عدوان عسكري أمريكي.. وهم مصممون أيضاً على حماية وحدة بلادهم، وسيادتها وحقهم الدستوري والسياسي في اختيار نظامهم، وقادتهم، ومستقبلهم الديمقراطي.. العلماني.. التقدمي، الذي يضم جميع مكوناتهم السياسية والاجتماعية والإثنية.