شقيقة يزن متأكدة.. وسمو الأمير غير متأكد!
كان هناك دفتر صغير بيد الجندي يزن في مطار كويريس العسكري.. يخرجه كل صباح، ويدون مشاعره في كل يوم جديد يأتي، والغريب أنه كان يكتب عبارة واحدة، وكان الجنود المجاورون له يسألون:
– بربك يزن.. ماذا كتبت؟
فلا يرد.
يبتسم، وينتظر معركة جيدة لمكاسرة الوحوش القادمين من بقايا التتار والقوزاق والبدو والمهربين الذين صار اسمهم داعش والنصرة..
في واحدة من الهجمات أحصى يزن ثلاث سيارات مفخخة هاجمت مطار كويريس مع أكثر من متئتي قذيفة وآلاف الطلقات، وظل مطار كويريس مثل قلعة، وظل يزن يكتب كل يوم على دفتره الصغير عبارة واحدة!
متى اشترى يزن دفتره الصغيرة؟ أو من أين جاء به؟!
شقيقته قالت، في الراديو، وهي تبكي عندما سمعت أن الجيش فك الحصار عن المطار. كنت أعرف أن يزن سيعود.. كنت متأكدة من أن سورية ستعود كما كانت.. قلت ذلك ليزن في آخر مرة شاهدته، كان ذاهباً إلى كويريس ومعنوياته عالية.. قلت له ذلك وأعطيته الدفتر الصغير الذي كان يخبئه في البيت قبل أن يذهب إلى الجيش!
كانت شقيقة يزن متأكدة من عودة مطار كويريس لأنها مؤمنة أن سورية ستعود كما كانت.. هكذا هم السوريون دائماً.. لذلك بكت شقيقة يزن فرحاً وهي تجيب عن أسئلة الراديو.. ولم تكن تعرف قصة العبارة التي كان يكتبها يزن كل يوم..
سمو الأمير، كان مستاء جداً من التدخل الروسي لدعم الدولة السورية، هز رأسه الملفوف بعقال من الحرير السوري المشهور في العالم، وقال في آخر تصريح له، قبل تحرير فك الحصار عن المطار: أنا غير متأكد من أن الدعم الروسي للدولة السورية سيؤدي إلى السلام في سورية..
سمو الأمير.. قال للصحفيين الذين يسافرون معه في الرحلات الطويلة.. أعرف السوريين.. (رأسهم يابس).. ولكن لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً.. الحرب أنهكتهم..!
أيضاً لم يكن سمو الأمير يعرف ما الذي كان يكتبه الجندي يزن في مطار كويريس كل صباح..
أتعرفون ماذا كان يكتب يزن كل صباح؟
كان يكتب عبارة واحدة.. عبارة كان يقولها كل جندي في مطار كويريس المحاصر، أما يزن فكان يكتبها على دفتره الصغير الذي أعطته له شقيقته ليحصي فيه أيام الحصار..
كان يزن يكتب عبارة واحدة.. كتبها أكثر من ألف مرة.. لأنه كان متأكداً مثل شقيقته.. من الحقيقة الأبدية الخالدة بعودة سورية إلى الحضارة والتاريخ..
أتعرفون ماذا كان يكتب يزن كل صباح في مطار كويريس؟
كان يكتب: عبارة واحدة، كتبها أكثر من ألف مرة:
صباح الخير سورية!