سنة كبيسة..والصبر مفتاح الفرج!
كثيرون منا لم ينتبهوا إلى أن هذه السنة هي سنة كبيسة!…في هذا الشهر فقط سرى النبأ كالنار في الهشيم أن هذه السنة كبيسة، أي أن شهر شباط هو تسع وعشرون يوماً!
والسنة الكبيسة هي التي يزيد عدد أيامها يوما واحدا لأن دورة المجموعة الشمسية تنتج فارقا في الحسابات يعادل ربع يوم في السنة، وبالتالي فإن الأربع أرباع اليوم تتجمع لتضاف بمعدل يوم إلى أيام السنة كل أربع سنوات!
والتلميذ الفضولي، لم تعجبه كل هذه النظريات. سأل أستاذه:
– وماذا يفعلون بهذا اليوم الزائد؟!
فقال الأستاذ:
– الجواب بسيط.. اسمع يا ابني ماذا يفعلون فيه!
يقدم هذا اليوم هدية إلى شهر شباط، وهو أقصر الشهور وعدد أيامه الاعتيادية 28 يوما، فيصبح 29 يوماً، ولو أنهم أعطوا هذا الفارق لشهر كانون الثاني فإنه سيصبح اثنين وثلاثين يوما، وهذه فضيحة بالنسبة للموظفين الذين ينتظرون آخر الشهر بفارغ الصبر..
وسأل الأستاذ تلميذه:
– هل فهمت يا ابني؟!
وجلس التلميذ بهدوء، فأبوه كان موظفا، وبالتالي عرف القصة من الطأطأ إلى السلام عليكم!
وللسنة الكبيسة حسابات عند الناس، وفي كل بلد يحكون عنها حكاية طويلة عريضة، وأهم هذه الحسابات أنهم يخشون من أن تحمل لهم سوء الطالع، فتسمى عندها بالعامية سنة نحس ويارب تلطف، وسنة النحس كما يعتقدون تحمل المآسي للناس، فهناك حروب وجفاف وفقر وأوبئة، لذلك يستعيذون بالشيطان الرجيم منها..
وفي بعض الحكايات القديمة، أن السماء تقترب من الأرض بطول ذراع في كل سنة كبيسة، وهناك حكاية تقول: إن الملوك تغضب في السنة الكبيسة،فتفش خلقها بالناس!
ومن بين الحسابات أيضاً أن ثمة عدداً من الأشخاص لايأتي عيد ميلادهم إلا مرة كل أربع سنوات لأنهم ولدوا في التاسع والعشرين من شباط.
وهؤلاء، سيفرحون كثيراً ويشعلون الشمع فوق قالب الكاتو بسخاء لأن مصروف عيد الميلاد أقل بأربع مرات من الذين ولدوا قبل يوم واحد!
وسأقول لكم شيئاً:
صديقي ولد في 29 شباط، وهو لايعرف أن هذه السنة كبيسة، وكنت أفكر جدياً أن أتصل به فجأة لأطلب منه الحفلة المعروفة كل أربع سنوات، ولكن ماذا لو كان مفلساً وطلع عيد ميلاده كالسنة الكبيسة نحساً؟!
أنا سأقول لكم ماذا أفعل. كنت سأدفع أنا تكاليف الحفلة!
فلا تخبروه أطال الله أعماركم!