بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد بمناسبة عيد العمال العالمي

ياجماهير شعبنا الأبي… يا أبناء الطبقة العاملة السورية؛

يحتفل شعبنا في الأول من أيار بمناسبة عيد العمال العالمي – عيد الطبقة العاملة، وتأتي هذه المناسبة الغالية ووطننا الحبيب، بجيشه الباسل وبكل قواه السياسية الوطنية، يواجه الغزو الإرهابي الذي أرادته الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني وشركاؤهم الأوربيون  والخليجيون والعثمانيون الجدد والقوى العميلة وسيلةً للإطاحة بالدولة السورية المعادية لمخططاتهم، وبكل ما أنجزته اليد العاملة السورية خلال عقود، وبمكتسبات ناضلت من أجلها طويلاً.

وقد أنزلت هذه الحرب بشعبنا وعمالنا ووطننا كوارث إنسانية واجتماعية واقتصادية كبيرة، أدّت إلى تدمير البنى التحية  وقوّضت الكثير مما حققناه بعرق عمالنا وجهود كوادرنا، وقد أثبت العمال خلال السنوات الست الماضية أنهم أصحاب عزيمة لا تلين، وأنهم كلما اشتدت الصعاب والتهديدات زاد معها إصرارهم على العمل والإنتاج، فكانت الطبقة العاملة مخرزاً في عين الإرهابيين المرتزقة، واستمرت بإنتاج ما يعزز صمود أبناء الشعب السوري في حربه على الإرهاب، بما قدمته من تضحيات وشهداء وجهد كبير في سبيل إنتاج مقومات الحياة، متمثلة في شعار الاتحاد العام لنقابات العمال: (ما بنيناه بعرقنا نحميه بدمائنا ).

وترى النقابات أن الحوار الوطني هو الأسلوب الحضاري الوحيد لتوحيد الرؤى والأفكار من أجل مستقبل سورية، وهنا تأتي أهمية أن تواكب المنظمة النقابية متطلبات عمالها، وأن تكون جزءاً فعالاً في صناعة القرار من خلال آليات عمل جديدة وتفاعلية مع الطبقة العاملة،
وهو ما يحتاج إلى منظومة عمل مؤسساتية جماعية يقوم فيها كل فرد بدوره على أكمل وجه، ودعم روح المبادرة واستنباط الأفكار وإخراج الحلول الكثيرة للصعوبات والتحديات  التي لا خيار أمامنا إلا العمل بجهد ومستوى استثنائي لمواجهتها والحدّ من آثارها.

إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد، حزب الطبقة العاملة وجميع الكادحين الذي يعتز بنضال السوريين وعلى مدى سنواته الاثنتين والتسعين، يتوجه بالتحية للعمال وللمنظمة النقابية  بمناسبة الأول من أيار، عيد العمال، مؤكداً أن الصمود في وجه الإرهاب يرتب علينا مزيداً من رص الصفوف والتلاحم  ومضاعفة الجهد والعمل لتضميد جرح الوطن النازف، وأن نؤكد مجدداً التلازم بين النضال الطبقي والنضال الوطني، وأهمية الدور الذي يمكن للنقابات أن تضطلع به من أجل تعزيز الحوار الوطني الديمقراطي بين السوريين ودون تدخل خارجي، مؤكدين دور جميع الشغيلة في رسم مستقبل سورية الديمقراطي العلماني، وفي الدفاع عن الدولة الوطنية بمواجهة الفكر التكفيري الإرهابي.

وإن حزبنا، إذ يحيي عمال سورية ويشدّ  على أياديهم ويثمّن دورهم في مواجهة العدوان المتعدد الأشكال الذي تتعرض له بلادنا،
ويقف إلى جانب طبقتنا العاملة بهدف تحقيق مطالبها المشروعة: أجر عادل- ضمان اجتماعي شامل- سكن عمالي والحفاظ على حقوقها المكتسبة، ومكافحة الفساد والغلاء، فإنه يعاهدها على استمرار النضال معها إلى جانب الاتحاد العام لنقابات العمال من أجل:

1. تحديد هوية واضحة للاقتصاد الوطني
تمكّن من تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومتوازنة لا مكان فيها للسياسات النيوليبرالية واقتصاد السوق الحر.

2. الحفاظ على القطاع العام رمز السيادة الوطنية
الذي أثبت أنه سند لسورية وحصانتها، وخاصة في الزمن الصعب، وسبيلها للغد الأفضل، والعمل على إعادة عجلة الإنتاج وتسوية وضع العاملين المؤقتين والمصروفين من الخدمة، ومعالجة موضوع الحد الأدنى للأجور بما يضمن الحد الأدنى لتكاليف المعيشة.

3. العمل ليكون مشروع إعادة الإعمار مشروعاً وطنياً، إدارةً وخبراتٍ وأيديَ عاملة، وتمويلاً، وإعطاء الأفضلية للدول الصديقة التي وقفت معنا في محنتا.

4. الدفاع عن العمال وحقوقهم وخاصة عمال القطاع الخاص، بتوفير بيئة تشريعية تُعلي سلطة القضاء، وتضع ضوابط للتسريح التعسفي، وتكفل حق التقاضي وحماية الحريات والحقوق النقابية المصانة دستورياً باستقلالية المنظمة، وحق القواعد العمالية في اختيار ممثليها عبر انتخابات مباشرة، والحد من التدخلات البيروقراطية والحكومية في شؤونها.

5. معالجة أوضاع العمال (الشهداء والجرحى والمخطوفين والمعتقلين والمصروفين من الخدمة) بما يضمن عدم تشريد أسرهم والحفاظ على حقوقهم المكتسبة.

ونؤكد في الحزب الشيوعي السوري الموحد وقوفنا مع الطبقة العاملة وحركتها النقابية موحدة بقيادة الاتحاد العام لنقابات العمال، من أجل التصاق التنظيم النقابي بمطالب الطبقة العاملة، مجددين مطالبنا بالضرب بيد من حديد على أيدي تجار الأزمات، لأن من يستغل حاجة الوطن ويستغل معاناة الجماهير الشعبية لتكديس الثروات لا يقل خطورة عن الإرهاب الذي يقتل شعبنا ويدمر وطننا.

عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي!

 عاشت الطبقة العاملة السورية!

والمجد والخلود لشهداء الوطن!

دمشق 152017

الحزب الشيوعي السوري الموحد

 

العدد 1136 - 18/12/2024