بعد تنفيذ اتفاق دوما…سورية ماضية إلى إفشال مخطط الأمريكيين

 مساء الأحد 8/4/،2048 أُعلن عودة (جيش الإسلام) إلى الالتزام بتنفيذ الاتفاق الذي أُبرم سابقاً مع الحكومة السورية، بوساطة روسية، بعد أن كان، قبل ذلك، قد خرق هذا الاتفاق، وأمطر العاصمة دمشق بعشرات القذائف والصواريخ، التي أدّت إلى استشهاد وجرح العشرات من السكان الأبرياء، مما دفع الجيش السوري إلى توجيه ضربات مركّزة إلى أماكن تمركز مسلحي دوما، أجبرتهم على تنفيذ ما اتُّفق عليه، واستئناف عملية الخروج من مدينة دوما، وإطلاق سراح المخطوفين والأسرى.

هذا الإنجاز الذي أحرزه الجيش السوري، والذي اتصف بالقوة، والحكمة، يضاف إلى إنجازاته السابقة في بلدات الغوطة الشرقية، وذلك كله أدّى ويؤدي إلى تفكيك الطوق الذي حاول الإرهابيون، على مدى سنوات، إحكامه حول العاصمة دمشق،  وإلى إنهاء هذا الطوق، بعد أن يستكمل استعادة الضاحية الجنوبية من إرهابيي النصرة وداعش وحلفائهم.

هذا الإنجاز الذي حققه الجيش السوري، جاء متزامناً مع تهديد شديد اللهجة، وجّهه الرئيس الأمريكي ترامب، لسورية وروسيا وإيران، متذرعاً باستخدام (مزعوم) لأسلحة كيميائية في الغوطة ودوما، مردّداً مزاعم مفبركة وجّهها داعمو الإرهاب في سورية. وجاء الرد السوري والروسي قوياً ومفنّداً لمزاعم استخدام السلاح الكيميائي، ومؤكداً خطورة التهديدات الأمريكية المبنية على مزاعم تفتقد إلى المصداقية، وارتقى الرد الروسي إلى مرتبة الإنذار بضرب القواعد والسفن التي تنطلق منها صواريخ موجّهة إلى سورية.

إن تحرير الغوطة الشرقية يعدّ بجميع المقاييس فشلاً ذريعاً لمخططات التحالف الدولي المعادي لسورية، الذي تقوده الولايات المتحدة، وهي سعت وستسعى إلى إطالة أمد الحرب على سورية، عبر دعمها المستمر، والمتعدد الجوانب للإرهابيين، واشتغالها في الوقت ذاته على تقسيم سورية، بالتناغم مع العدوان التركي على الأراضي السورية، واحتلال عفرين، وتشريد سكانها، ومحاولة تغيير بنيتها الديمغرافية، مستغلةً، في الوقت ذاته، إلى الحد الأقصى، السذاجة وقصر النظر لدى بعض القادة من إخوتنا الأكراد.

إن انتصار سورية النهائي على الغزو الإرهابي، وعلى محاولات التقسيم، وعودتها إلى لعب دورها العربي والإقليمي، هو هزيمة لا للأمريكيين وحدهم، بل لاستراتيجيات وضعتها الصهيونية العالمية، بالتعاون مع تركيا أردوغان لخلق شرق أوسط جديد، يتناغم مع تطلعات الكيان الصهيوني إلى التوسع والتغلغل في المنطقة العربية، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية في فلسطين.

تصريح ترامب بقرب سحب قواته من سورية لم يؤخذ على محمل الجد، حتى من الإدارة الأمريكية ذاتها، فهذا الرئيس يعمل بعقلية السمسار، وهدفه في النهاية (تشليح) حكام الخليج ثرواتهم، مهوّلاً مرّة بالخطر الإيراني، ومرّة ثانية بخطورة انتصار سورية على الإرهاب، وما يعنيه ذلك من إحياء لمحور قديم جديد، معادٍ للإمبريالية الأمريكية والصهيونية والرجعية في المنطقة.

حكام الخليج استجابوا للابتزاز الأمريكي، كما كان متوقعاً، فضخّوا ملياراتهم في جيوب ترامب، بهدف تأجيل انسحابه (المزعوم)، وفبركوا أكذوبة استخدام الكيماوي، ولا ندري بعد ذلك أي ابتزاز آخر سيلجأ إليه الأمريكيون، لكننا متأكدون من أن الشعب السوري وجيشه الوطني ماضون إلى هزيمة مخططات هؤلاء ضد سورية، ومستمرّون في صمودهم ومكافحتهم للإرهابيين المتبقين على الأرض السورية، واستئناف مسار الحل السياسي، بما يضمن وحدة بلادهم أرضاً وشعباً، وسيادتها في مواجهة العدوان التركي الغاشم، وكلّ عدوان.

العدد 1136 - 18/12/2024