غارات (التحالف) تقتل مزيداً من المدنيين و(الدول الضامنة) تبحث تشكيل قوة المراقبة
مازالت الولايات المتحدة ماضية في تنفيذ أجندتها الخاصة لـ(لمكافحة الإرهاب) في سورية والعراق، بمشاركة الدول الأوربية وحكام الخليج وتركيا أردوغان، ومؤخراً بانضمام حلف (الناتو) رسمياً إلى هذا التحالف.
وبالطبع فإن المقصود هنا بالإرهاب وفق المفهوم الأمريكي الرسمي- هما داعش والنصرة- حسب اللائحة التي أقرّتها الأمم المتحدة،
أما في الممارسة العملية فإن نيران طائرات هذا التحالف تتركز على المناطق التي تسيطر عليها داعش،
أما النصرة فيبدو أن الأمريكيين خططوا لاستخدامها لاحقاً في مهمات تتعلق بالوقوف في وجه الجيش السوري، وعرقلة أي حل سلمي للأزمة السورية، وهذا ما يؤكده رفض الأمريكيين أن يوعزوا لـ(معتدليهم) بالانفصال عن النصرة.
ما يثير قلق السوريين هو الأعداد المتزايدة من المدنيين الذين سقطوا ويسقطون يومياً بنيران غارات التحالف الجوية،
وتشهد المنطقة الشرقية والشمالية يومياً سقوط العشرات من المدنيين الأبرياء، وسط نفي، أو تقليل من أعداده، حسب المصادر العسكرية الأمريكية.
صحيفة نيويورك تايمز أشارت إلى أعداد المدنيين الأبرياء الذين قتلوا إثر غارات الطائرات الأمريكية،
وهي تتجاوز أضعاف الأعداد المعلنة أمريكياً، كذلك طالبت الحكومة السورية من جهتها الأمم المتحدة بوقف غارات التحالف التي ترتكب المجاز بحق المدنيين السوريين.
الأمريكيون (المكافحون) للإرهاب يطلقون يد تركيا أردوغان في تشكيل فيلقها الإرهابي الذي يقوم بعمليات في المناطق الممتدة على طول الحدود السورية التركية وعمقها،
ويدعمون من جهة ثانية كتائب الإرهابيين الذين (تخرجوا) من معسكرات التدريب الأردنية، وذلك بهدف السيطرة على المنطقة الجنوبية، وتشكيل منطقلة عازلة ملبية لمصالح الكيان الصهيوني.
ونعتقد أن (ترامب) المنتشي بمليارات آل سعود المحوّلة إلى أمره، سيبذل قصارى جهده لعرقلة أي جهد سلمي لحل الأزمة السورية أو المضي في محاولة تقسيم سورية.
في هذا الوقت تبذل الجهود السلمية لاستمرار حالة (وقف القتال) وتثبيت الهدنة..
وإتمام تنفيذ مناطق (تخفيف الصعيد) الأربع في سورية، وتُجري الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) مباحثات عسكرية وفنية لرسم الخرائط، واختيار القوة المراقبة لنقاط العبور في هذه المناطق، لضمان عبور السكان،
وإيصال المساعدات الإنسانية، ودعت روسيا المجتمع الدولي إلى المساهمة في هذه القوة، بعد موافقة الحكومة السورية.
المواطنون السوريون الذين راهنوا على إنجازات الجيش السوري، ووقفوا على المتاريس في وجه الإرهاب، يدركون تماماً أن الضامن الوحيد لمكافحة الإرهاب هو استمرار صمودهم خلف جيشهم الوطني،
كما يدركون أن الحل السياسي لأزمة بلادهم، عبر توافق مكوناتهم السياسية والاجتماعية، هو وحدة المدخل الآمن لاستقرارهم.. وبناء مستقبلهم الديمقراطي العلماني على أرضهم الواحدة الموحدة.