البيان الختامي عن أعمال المؤتمر: الدعم المطلق للدولة السورية ومؤسساتها وجيشها وقواتها المسلحة
في الثامن عشر والتاسع عشر من نيسان الجاري، وتحت شعار (من أجل سورية في مواجهة الإرهاب والعدوان، وحوار وطني لتأصيل مفهوم الدولة الوطنية)، انعقد المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية في مجمع صحارى العمالي بدمشق، بمشاركة أعضاء المكاتب والقيادات السياسية لأحزاب الجبهة وأعضاء قيادات الفروع.
افتتح المؤتمر بجلسة عامة ضمت أعضاء المؤتمر والضيوف المدعوين، وتم الاستماع إلى كلمتين ألقاهما كل من الرفيق هلال الهلال (الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، ممثل سيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، رئيس الجبهة الوطنية التقدمية)، والرفيق عمران الزعبي (نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية).
تم تشكيل ثلاث لجان توزع عليها السادة أعضاء المؤتمر هي: اللجنة السياسية، واللجنة الاقتصادية الاجتماعية، واللجنة التنظيمية.
واستمعت اللجنة الاقتصادية الاجتماعية إلى عرض اقتصادي قدمه الرفيق المهندس عماد خميس (رئيس مجلس الوزراء) كما استمعت اللجنة السياسية إلى عرض سياسي قدمه الرفيق وليد المعلم (نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين). واستمعت اللجنة التنظيمية إلى تقرير عن الواقع التنظيمي، وجرى نقاش معمّق للأفكار المطروحة في كل لجنة وفقاً لاختصاصها.
أكد المؤتمر على أهمية الدور الذي تتنكبه الجبهة الوطنية التقدمية في الحياة السورية العامة، باعتبارها صيغة متقدمة وخلَاقة للعمل السياسي، وتضم في بنيتها الأحزاب المعبرة عن الاتجاهات الفكرية والسياسية التقدمية المؤسسة للحياة السورية منذ مطلع القرن الماضي، حيث شكل تحالفها في إطار الجبهة الوطنية التقدمية عام 1972 متغيراً وطنياً نوعياً ونواة فاعلة لتعددية حزبية وسياسية، وتجربة ديمقراطية منبثقة من خصوصيتنا الوطنية والقومية.
كما أكد المؤتمر أن الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم في صفوفها أحزاباً سياسية ومنظمات جماهيرية، تشكل نموذجاً وطنياً بارزاً في التاريخ السياسي السوري الحديث، تعمل على تطوير تجربتها بما يساعدها في المساهمة الأكثر فعالية في بناء سورية، وتعزيز صمودها في مواجهة الحرب الإرهابية الشاملة وتأصيل مفهوم الدولة الوطنية.
أشاد المؤتمر بالدور الذي أدته الجبهة الوطنية التقدمية، بأحزابها ومنظماتها الشعبية، في الدعم المطلق للدولة السورية ومؤسساتها وجيشها وقواتها المسلحة، حيث تحركت هذه الكتلة الشعبية الفاعلة والمؤثرة، في الاتجاه الصحيح، وعملت مع قواعدها المنتشرة على امتداد الجغرافية السورية، بغرض تنمية الوعي الجمعي وتحفيزه على ممارسة دوره في مجابهة محاولات تفتيت المجتمع السوري وتمزيق بنيته.
كما تناول المؤتمر اهتمام الجبهة الوطنية التقدمية بمواكبة المسائل الوطنية الرئيسة كالإصلاح الإداري وإعادة الإعمار وتشجيع المصالحات المحلية على قاعدة أولوية المصلحة الوطنية.
وعبر المؤتمر عن اعتزازه بالدور البطولي الذي جسده الجيش العربي السوري والتضحيات التي بذلها في مواجهة الحرب الإرهابية على سورية التي تشنها منذ سنوات قوى دولية وإقليمية وعربية، وأشاد المؤتمر بالإنجازات الوطنية الكبرى التي حققها أبطال هذا الجيش مع القوى الرديفة والحليفة في تحرير الأرض السورية من البؤر الإرهابية الإجرامية، وآخرها الإنجاز الميداني الهام المتمثل بتحرير الغوطة الشرقية وتنظيف رئة دمشق من دنس الإرهاب، ولتدخل عاصمة القرار المقاوم فسحة الأمان المطلق.
وأكد في هذا السياق على مواصلة دعم الجيش والقوات المسلحة والاستمرار برفدها بالطاقات والكفاءات، كما توقف المؤتمر عند الصمود اللافت والمميز الذي أظهره المجتمع السوري في مواجهة الحرب الإرهابية وآثارها ملتفاً حول قيادته السياسية وجيشه الوطني.
وتوقف المشاركون بإجلال أمام قامات الشهداء الباسقة، التي غمرت سورية بألق الفداء وشكلت منارات دالة إلى دروب الانتصار، ورأى المؤتمر أن الاهتمام بملف أسر الشهداء والعناية بالجرحى من أبطال الجيش والقوات المسلحة هو قيمة عليا يجب أن تنصب من أجلها جهود الجميع أحزاباً ومنظمات شعبية وجمعيات أهلية، في مؤازرة جهود الدولة والمؤسسات المعنية في هذا المجال.
تناول المؤتمر ظاهرة الإرهاب التي شكلت الأداة الأساسية في الحرب على سورية خلال السنوات الماضية، حيث قامت حكومات دولية وإقليمية وعربية بخلق وتغذية هذه الظاهرة وتزويدها بكل متطلبات دورها الإجرامي من موارد مالية وعوامل دعم سياسي وإعلامي وعسكري مستهدفة سورية التاريخ وسورية الجغرافيا وسورية الدور.
وأكد المؤتمر على دور أحزاب الجبهة ومنظماتها في مواجهة الفكر المتطرف والإرهابي واستئصال أي امتداد له في المجتمع.
أكد المؤتمر ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية وبوحدة سورية أرضاً وشعباً، وبالحفاظ على الهوية القومية الجامعة، وشدد المؤتمر على انتماء سورية العضوي إلى جسم المقاومة الذي يتعاظم شأنه وتزداد قوته وصلابته يوماً بعد يوم.
أشاد المؤتمر بالعلاقات المتنامية مع دول صديقة أثبتت بالدليل القاطع وقوفها إلى جانب سورية على أكثر من مستوى، السياسي منها والعسكري، وفي المقدمة الاتحاد الروسي والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وحيا المؤتمر الإخوة في حزب الله الذي وقف إلى جانب الجيش العربي السوري في المواجهة المصيرية المشتركة.
أكد المؤتمر ضرورة العمل على الارتقاء بالمشهد الاقتصادي السوري إلى مستوى التحديات الراهنة، ووضع الأسس المكينة لبناء اقتصاد وطني قادر على تحمل مسؤوليات الإسهام في تعزيز مقومات الدولة السورية في مرحلة ما بعد الحرب، ويلبي مصالح الإنتاج والمنتجين وحاجات جماهير الشعب.
استعرض المؤتمر واقع الجبهة الوطنية التقدمية والإجراءات المتخذة لتعميق دورها في الحياة السياسية للبلاد، ولتفعيل حضورها الشعبي والجماهيري، وذلك من خلال النشاطات النوعية التي بدأت تؤسس لحالة نوعية تضع الجبهة حيث ينبغي لها أن تكون، قوة حاضرة في جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أكد المؤتمر التفاف الجبهة الوطنية التقدمية حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يشكل المعادل الموضوعي لقدرة سورية على إحراز النصر الكامل والناجز على محاولات إضعافها، واستلاب دورها، وتقطيع أوصالها، والذي يشكل في الوقت نفسه الضمانة الوطنية الكبرى، وقامة قيادية عليا.
كما قرأ المؤتمر وقائع ونتائج العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي الخائب على سورية، ورأى المؤتمر أن هذا العدوان الإمبريالي الرجعي جاء كمحاولة من الأطراف المعتدية والمشاركة والمشغلة للحرب على سورية من أجل إعاقة ومنع الدولة السورية من استكمال تحرير الأرض السورية من البؤر الإرهابية وإتمام النصر، وخدمة مباشرة للمشروع الصهيوني التوسعي والعدواني.
أكد المؤتمر أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الصهيوني وأن النضال العربي يجب أن تبقى بوصلته فلسطين وتحرير كامل ترابها المحتل وضمان حق العودة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وإذ ينجز المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية أعماله في غمرة احتفالاتنا بعيد الجلاء وطرد المستعمر الفرنسي من أرضنا، فقد أكد المؤتمر أن السوريين اليوم يواصلون إنجاز معركتهم الوطنية الكبرى في سبيل تحرير أرضهم من جميع أشكال الاحتلال والإرهاب من الجولان وحتى لواء إسكندرون.
دمشق 19/ 4/2018
المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية