التكريم.. ومعناه لكاتب يجلس في بيته!
نشر الكاتب السوري حسن م. يوسف على صفحته في موقع الفيس بوك لقطات جميلة لمجموعة صور تجمعه مع الكاتب القصصي وليد معماري حيث قام بتسليمه شهادة التكريم التي استلمها حسن عن صديقه وليد!!
كان وجه الكاتب وليد معماري الذي غاب عن التكريم بسبب مرضه كان وجهه في الصورة المنشورة مبتهجاً سعيداً بلوح الزجاج والكرتونة التي تحته والتي كتب فيها (تكريم الكاتب وليد معماري)، وبالإمكان العودة إلى الصور للتأكد.
وسعادة وليد معماري، كما أعتقد، تأتي من حالة واحدة هي أن الجيل الجديد من الكتاب يعرفه، ويتذكر قصصه التي أمتعت القراء سنة بعد سنة إلى أن جاء زمن لا الصحافة فيه صحافة، ولا الأدب فيه أدب، ولا الوفاء فيه وفاء!
وليد معماري كاتب سوري كبير، أحسه أحياناً في نصوصه وعينه السحرية يشبه عزيز نيسن الكاتب التركي الذي انتقل إلى العالمية، ويحمل وليد أيضاً روح حسيب كيالي، وأحيانا أراه وهو ينبض بلغة وأسلوب الكاتب الروسي العظيم أنطون تشيخوف. لذلك يفترض بنا جميعاً أن نستعيد اسمه وكتاباته بين فترة وأخرى لأنه مازال معنا، وعندما يكون الكاتب على هذه السوية معنا، فينبغي أن نحس بإحساسه لأنه يحس بإحساس الجميع..
لاحظوا مسألة مهمة:
الجهة المكرمة.. هي دار الأوبرا ومهرجان القصة القصيرة جداً الأول الذي تقيمه الدار بالتعاون مع الكاتب إدريس مراد الذي قام بتنظيم المهرجان على عاتقه، وهذه الدار غير معنية عادة بالكتاب، ولا بتكريمهم، ومع ذلك احتضنت نشاطاً مهماً لأكثر من ثلاثين كاتباً من كتاب القصة، واشتغلت على إظهارهم بمظهر يليق بسمعة الأدب السوري..
التكريم دائماً، عامل محفز..
هل تصدقون أن التكريم يشبه العملية الزراعية، وهذه مسألة قد يجهلها كثيرون، ولكي تصبح الفكرة أكثر وضوحاً، التكريم يشبه عملية العناية بالبستان، ألا يحتاج البستان بين فترة وأخرى إلى إظهار مفاتنه وتقليم أغصانه وسقايته بماء نظيف..
هذا ما يفعله التكريم بالأدب!
انحصر التقييم هذه الأيام بالمناسبات، وبات المكرمون يعدون على الأصابع، وهذا في الزراعة مغاير للطبيعة، فثمة أشجار تكبر، وأشجار تذبل، أشجار تموت.. تلك هي المسألة، ومبروك لمن شاهد في الصور ابتسامة الكاتب وليد معماري!!