يوميات مُعَطَّل عن الكتابة
حاول الكتابة..
ابتدأ باسم الله، واهب الأقدار والأقمار، تيمّن بمساعفة قرنفلة حمراء أمامه.
فغامت الرؤية أمام عينيه..
غابت الأفكار عن ساحة مخيّلته..
غادرت الأشياء أماكنها..
وبدت له سورية، مأتماً كبيراً مجلّلاً بقرنفل تنزّ منه الدماء.
..
باسم السلام والوئام..
حاول أن يهيب بأصحاب الضمائر، أصدقاء السماح ومدمني الأمل، أن:
اتحدوا من أجل الخلاص (خلاص البلاد والعباد). واجهدوا بوجه الشر (شرّ الذات والآخر).
فداهمت شحنات تكفيرية، الفكرة في رأسه، متذرعة بتواطؤ الأخيرة، مع أفكار سلفية..
واغتالت شبهة الكلام إهابته، متهمة إياها بالتعامل مع جهات خارجية..
..
باسم الطيور والأشجار وحبها الفضاء..
باسم النجوم والغيوم وحبها السماء..
باسم الأحياء والأشياء والنبات، وحبها الهواء والشموس والأفياء..
حاول مناشدة الأذناب والغربان والأغراب أن يرجعوا عن بطشهم وبطرهم، ويتقوا الله في أُسرهم وأنفسهم!
فشوَّهتْ أبواق الغرب والمستغربين والعربان قصده..
ضيّعتِ الأهواءُ والأمداء صوته..
وسقطت في ذمة التاريخ محاولته..
..
حاول باسم سمرائه (سيدة الودّ والعشق والمؤانسة)..
باسم عشاق الخبز والورد والقمح والحرية أن يصرخ: كفى؟!
ويسمعه الكون من أقصاه إلى أقصاه.
فدوّى انفجار قريب.
صدّع السقف فوق رأسه..
اخترق الوطن في قلبه ..
وخنق الصرخة في حلقه!
وحاول..
وحاول..
وحاول..