في مبادرة لافتة.. جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث تكرّم شاعر الربابة المتميّز ثليج مكنّا
ريف دمشق- (النور)- خاص:
غصّت قاعة المركز الثقافي العربي في جرمانا بالمدعوّين والمهتمّين، في حفلٍ تكريميّ أقامته، يوم السبت 12/10/2024، جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث، لتكريم شاعر الربابة المتميّز ثليج مكنّا (أبو ربيع)، كما منحت الجمعية في الحفل دروعاً تكريميةً لعدد من الشعراء. وكان في مقدمة من حضروا الحفل:
- الدكتور إحسان عز الدين (المعروف على مستوى سورية بأنه طبيب الفقراء، وهو رئيس الجمعية الخيرية في جرمانا).
- رمزة خيّو (مديرة المركز الثقافي العربي بجرمانا).
- العميد المتقاعد مروان زين الدين (وهو شاعر شعبي).
- الشاعر إياد حمد.
- الشاعرة ملك العوّام، التي ألقت في الحفل عدداً من قصائدها، وجاءت من السويداء مع مجموعة من الشعراء.
- شاعر الربابة رواد الورهاني.
- أمّا عريف الحفل فهو الشاعر صالح الحلبي (عضو الجمعية، وصاحب مبادرة التكريم). وقد أشار في تقديمه إلى أن ثليج مكنّا استحقّ هذا التكريم لاعتباراتٍ عديدة، أهمّها: المحتوى الوطني للقصائد التي يلقيها في السهرات والاحتفالات، وطابعها التحريضي، بما يساهم في رفع الحسّ الوطني وتعميقه، وإخلاصه لسورية الحبيبة، في مواجهة الهجمة التي تتعرّض لها، وانشغاله بالبحث والتفتيش عن قصائد متميّزة وغير معروفة، ولمْ تُقَلْ على الربابة، وإطلاقها، والتثبّت من أسماء الشعراء ونسبة القصائد لأصحابها (ويوضح أبو ربيع لـ(النور)، بمثال من قصيدة لم تكن معروفة:
بَرقٍ لعَجْ مع عالياتِ المَراقيب
نية الجبل تِحْراهْ مُزْنَهْ يدنّي
الْبَرق لاج تقولْ ضوح المَشاهيب
ورْعودْ تِرْزِمْ بالضِّلِعْ ما تْوَنّي
ويضيف: صاحب هذه القصيدة هو صبيح الحطّاب المساعيد، قالها عن معركة المزرعة، ولم يكن أحدٌ من الجبل يعرفها. ويتابع: نشر قسماً منها عيد معمّر في الملحق الثقافي لـ(تشرين) في الذكرى الخمسين للجلاء، ولكني تابعت البحث عنها، ووجدتها كاملةً عند شاعر الربابة أبو حسن يوسف وهبة، من قرية حوط).
ومن اعتبارات التكريم أيضاً، بحسب ما قال عريف الحفل في تقديمه: تفتيش ثليج مكنّا عن معاني بعض الألوان من التراث الشعبي (ومن ذلك، حسبما قال أبو ربيع لـ(النور)، أن الشروقي يعبّر عن عزّ وانتصار، والجوفيّة تعبّر عن قوّة وثقة بالنفس، والباسلي تحريضي على المفردة الشروقية، ذلك أنّ لحن الباسلي يشبه الندب)، وقد التزم خطّاً خاصّاً به في الشروقي بالأسلوب الخطابي، وما زال مواظباً على ذلك منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، يضاف إلى ذلك إخلاصُه أيضاً للفن والشأن العام، وطيبته وعلاقاته الإنسانية مع الشعراء ومع الناس عموماً.
- وقد ألقى عددٌ من شعراء الجمعية قصائد في حفل التكريم، وقدّمت الجمعية دروعاً تكريمية لهم، وكان الختام بتقديم درع كبير لثليج مكنّا، وحقيبة مع صورة له مكبّرة باسم الجمعية.
- في نهاية لقاء (النور) مع الرفيق ثليج مكنّا، الشيوعي المزمن، أسمعَنا قصيدة (جتنا علومٍ طراطيشِ) وهي لشاعر غير معروف، عن الغزو التركي لأراضينا، قيلت بعد معركة مع سامي باشا سنة 1910:
- جَتْنا علومٍ طراطيشِ
- برق الشمالي عَطا لَمْعَهْ
- غَزُونا حُمْر الطرابيشِ
- اللي بوَطنّا لهم طَمْعَه
- صُربةْ عبيدِ المِداغيشِ
- يا عيال عمّي يا للفَزْعه
- ربعي يا وجوهَ المَباشيشِ
- يومَ الحرايب لكُمْ سمْعَه
- علّقوا الكونِ مع الجيشِ
- بارودتي يا حِلو فَقعَه
- خلّوا العساكر مَداهيشِ
- يا سامي ماحْنا لِكُم وَقْعه!