حلم الأمريكيين والصهاينة لن يتحقق
كتب رئيس التحرير:
منذ خمسينيات القرن الماضي، عملت الولايات المتحدة على مشروع الهيمنة المباشرة على منطقة الشرق الأوسط، ورسمت المخططات لفضاء يعجّ بالثروات والموارد، والموقع الاستراتيجي الذي يساعدها على ردع الاتحاد السوفييتي آنذاك، ويمهّد، من جهة ثانية، لتوسع الكيان الصهيوني، وتحييد أيّ مقاومة فلسطينية أو عربية لتحقيق هذا الهدف.
لم يكن هذا المخطط خفيّاً على الشعوب العربية وقواها السياسية الوطنية، وفي حينها كان الاتحاد السوفييتي هو الداعم الأكبر لحركات التحرر الوطني العالمية، ومنها حركة التحرر العربية.
والنضال العنيد الذي بذلته المقاومة الفلسطينية، كان العامل الحاسم في خذلان الأمريكيين والصهاينة، لكن الأمور تغيّرت تماماً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وازدياد الضغوط الأمريكية لتوقيع اتفاقات مُذلّة مع ممثلي الشعب الفلسطيني، بعيدة عن تحقيق آمال الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في العودة وتقرير المصير، وإنشاء دولتهم المستقلة على الأرض الفلسطينية.
واليوم وفي زمن القحط العربي في مواجهة هذا المخطط الذي ما غاب يوماً عن السلوك السياسي والعسكري الأمريكي – الصهيوني، وقفت المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومحور المقاومة، لتقول (لا)، بالفم الملآن، لأيّ تغيير إقليمي يحول المنطقة العربية إلى (مزرعة) لأمريكا والكيان الصهيوني، وتقذف بخرائط نتنياهو إلى سلّة القمامة.
أصبح واضحاً اليوم أن ثمة طريقين لمواجهة النوايا الأمريكية الصهيوني، الأول: رفع الرايات البيضاء والاستسلام، والثاني: المقاومة ثم المقاومة، فالاستسلام يعني فناء لجميع قيم الحرية والسيادة والحقوق والأمل، الذي يراود الشعوب العربية منذ عقود، بتطوّر مستقلّ يفتح الآفاق لمستقبل آمن يتسع للجميع، دون تبعية ودون هيمنة.
لقد اختار الشرفاء طريق المقاومة، فالمجد.. كل المجد لمن يضحي اليوم، لتبقى الأوطان مرفوعة الرأس.