نحو المؤتمر الرابع عشر لأقدم الأحزاب السياسية السورية.. إضافة إلى مواجهة بقايا الإرهاب والاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي
الأوضاع الداخلية في صلب اهتمام مندوبي المؤتمر الـ 14 للحزب الشيوعي السوري الموحد
بشار المنيّر / عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد:
شهرٌ واحد فقط يفصلنا عن افتتاح المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد، الذي ينعقد متزامناً مع الذكرى المئوية لتأسيسه في 28/10/ 1924، وفي صدارة المسائل التي تنال اهتمام أعضاء المؤتمر، سيكون الهمّ الوطني، وكيفية تعزيز صمود بلادنا وشعبنا من أجل الاستمرار في مواجهة بقايا الإرهابيين، ومواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية، والحفاظ على وحدة أرضنا وشعبنا، وضمان خيارات الشعب السوري السياسية والديمقراطية، كما سينال اهتمام مندوبي المؤتمر العتيد البحث في كيفية لجم المخطط الأمريكي – الصهيوني لاستباحة المنطقة العربية، بعد حرب الإبادة التي شنّتها قوات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة وبقية المناطق الفلسطينية، وذلك عبر إشعال حرب إقليمية لتحييد أي مقاومة لمخطط الهيمنة والاحتواء.
أعضاء المؤتمر سيتداولون أيضاً في الشؤون والأوضاع التي آلت إليها بلادهم، وتبِعات نحو 13 عاماً من الأزمة والغزو الإرهابي والحصار الاقتصادي، وهل ارتقت السياسات الاقتصادية والاجتماعية الحكومية إلى مستوى النجاحات التي أحرزها الشعب السوري وجيشه الباسل في مواجهة الإرهاب واستعادة معظمَ الأرض السورية من سيطرة الإرهابيين؟ وهل ستستمر سياسات تهميش معاناة جماهير الشعب السوري، الموزعة بين الفقر والبطالة وصعوبة الحصول على الغذاء والدواء والدفء، والهجرة الداخلية القسرية، والهجرة الخارجية التي تهدّد مستقبل الوطن، هذه السياسات التي كان أبرزها تراجع الحكومات المتعاقبة عن مبدأ الدعم الاجتماعي للفئات الفقيرة، ونحن نرى أن هذه السياسات، وبضمنها التراجع عن مبدأ الدعم، تشكّل عائقاً أمام استمرار الصمود السوري في مواجهة حملات إركاع سورية، وتصبّ الماء في طاحونة من يسعون إلى إغضاب الفئات الفقيرة التي باتت تشكل نحو 90% من السوريين، بهدف أخذ سورية من الداخل بعد أن عجزوا عن أخذها عبر محاولة الغزو الإرهابي والعدوان.
ستكون الأوضاع في الداخل، التي تؤثر في مجريات الوضع الميداني، وتتأثر بها، وكذلك بالجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة السورية عبر الطرق السياسية، ستكون في صلب اهتمام مندوبي المؤتمر.
صحيح أن مشاريع التقارير، التي أُعدّت وستُقدَّم للمؤتمر وتُعرَض للمناقشة والإقرار فيه، تطرّقت لهذه المسائل، لكن الشيوعيين، كعادتهم دائماً في ندوتهم الوطنية، يتداولون حول تلك الوثائق.. ويضيفون إليها نبض جماهير منظماتهم المنتشرة في جميع المدن والمناطق السورية.
سيناقش أعضاء المؤتمر طبيعة النظام السياسي الحالي، وكيف السبيل للارتقاء به إلى مستوى طموحات الشعب السوري وتضحياته، الشعب الذي عبّر قبل الأزمة وغزو الإرهابيين، وعبّر أيضاً خلال تصدّيه للإرهاب، عن ضرورة تطوير النظام السياسي الحالي باتجاهات تعدّدية ديمقراطية، علمانية، بالاستناد إلى دستور عصري، وعقد مواطنة جديد، يعظّم من سيادة الوطن وحرّيته ووحدته أرضاً وشعباً، ويُعلي، في الوقت ذاته، كرامة المواطن السوري، ويضمن حقوقه الدستورية والسياسية والاجتماعية.
وإضافة إلى الحوار حول الوضع الاقتصادي في البلاد، الذي تعرض للحصار والعقوبات الجائرة، والذي يتسم اليوم بالركود والتضخم، وضعف الاستثمارات العامة والخاصة، وضعف الأداء في القطاعات المنتجة الرئيسية، سيناقش أعضاء المؤتمر خطورة السياسات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة منذ عام 2011، والتي تتلخص بتهميش قطاعات الدولة الصناعية والخدمية، والتراجع عن دعم الفئات الفقيرة، والانسحاب التدريجي من العملية الاقتصادية، ورفع أسعار المشتقات النفطية والطاقة وجميع أسعار الخدمات الحكومية، وبكلمة واحدة: التوجه نحو السوق الحر.. الحر من جميع القيود الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والإنسانية!! هذه السياسات التي أدت إلى احتدام الصراع الطبقي بين العمال والفلاحين الصغار وجمهور المثقفين الثوريين من جهة، وحفنة من أثرياء (الغفلة) والفاسدين والمرتشين، والمستفيدين من استمرار الأزمة التي أدمت المواطنين السوريين.
إضافة إلى ذلك، سيناقش أعضاء المؤتمر الأساليب المناسبة لتحسين أداء أعضاء الحزب ومنظماته، عن طريق زيادة الاهتمام بالجانب التثقيفي المستند إلى فكر الحزب الماركسي اللينيني والفكر الإنساني التقدمي، وأفكار النهضة العربية المقاومة للاستعمار والهيمنة والطغيان، وتطوير طرق التواصل مع الجماهير، وتوسيع عمل الحزب بين الشباب والنساء، وتبنّي مطالب العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين، وبذل الجهود مع جميع القوى الوطنية، داخل الجبهة الوطنية التقدمية وخارجها، لتوحيد كلمة السوريين عبر حوار وطني واسع، يضم جميع القوى السياسية والاجتماعية والإثنية، للتوافق على حل الأزمة السورية وفق الطرق السلمية.
ندوة الشيوعيين الوطنية هذه، ستكون حدثاً هاماً بحجم تاريخ الحزب الذي ارتبط بتاريخ سورية المعاصر، ونضاله الدؤوب، في إطار نضال شعبنا، من أجل وطن حرّ.. وشعب موفور الكرامة.