الأمريكيون يكذبون والمقاومة مستمرّة
كتب رئيس التحرير:
عاد (بلينكن) إلى المنطقة حاملاً في جعبته مشروعاً للهدنة في الأراضي الفلسطينية، ووصف المسؤول الأمريكي خطته بأنها جاهزة، وتحتاج إلى بعض التفاصيل، علماً أن جميع الخطط الأمريكية المعدة للمنطقة العربية كان ينقصها بعض التفاصيل، لأن أمريكا تخفي (الشيطان) في التفاصيل.
في تفاصيل خطط الإدارة الأمريكية تحييد أيّ ممانعة لهيمنتها على ثروات الشعوب العربية، ومنع دول المنطقة من اختيار طرق تطورها السياسي والاقتصادي المستقل، وضمان تبعيتها للسلوك الأمريكي الهادف إلى استمرار سيطرتها على مجرى السياسة والاقتصاد العالميين، في مواجهة الدول الصاعدة، والتي أصبحت تشكل (بعبعاً) وهاجساً دائماً للإدارة الأمريكية، وكي تستطيع أمريكا تنفيذ هذه المخططات، تضع التفصيل الدائم.. الحاضر أبداً، وهو إنهاء أي مقاومة لاستباحة الكيان الصهيوني، لا للأرض الفلسطينية فقط، بل للمنطقة العربية بأكملها.
العجيب هنا، أن المسؤولين في الدول العربية يعلمون جوهر هذه (التفاصيل)، لكنهم يتسابقون، علناً وسرّاً، ليس فقط لتفهمها وللموافقة عليها، بل لإقناع شعوبهم بأهميتها لتطور بلدانهم اللاحق.
في تفاصيل مشروع (التهدئة) الأمريكي في غزة، لا يكمن (الشيطان) وحده، بل حزمة من (الشياطين)، إذ تحت ستار الحرص على وقف إبادة الشعب الفلسطيني، يسعون إلى اقتلاعه من أرضه، وإبقاء (ممثلية) فلسطينية يخصص لها (بضعة أمتار)، وإفناء البنادق الفلسطينية وحامليها، التي واجهت، على مدى عقودٍ، الاحتلال الصهيوني وأوجعته.
الأمريكيون يخيّرون العرب اليوم، بين أحد خيارين اثنين:
الأول: القبول بالمخطط الأمريكي دون نقاش.
الثاني: إشعال حرب إقليمية قد تبدو إبادة الشعب الفلسطيني في غزة ملهاةً أمام تداعياتها.
والسؤال هنا:
ماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل كي لا ترفرف أعلام الكيان الصهيوني في سماء جميع المدن العربية، وكي لا يحيّي أحدنا الآخر بكلمة (شالوم)؟!
إنها كلمة واحدة: المقاومة، ثم المقاومة حفاظاً على التاريخ والجغرافيا والبشر، وجميع القيم الإنسانية.
المجد للمقاومة الفلسطينية واللبنانية التي تواجه اليوم (تفاصيل) المخططات الأمريكية!