لماذا الآن؟!

ترجمة: د. شابا أيوب:

في قناة تلفزيونية أمريكية، طرحَ المُعلّق السياسي الأمريكي دوكلوس ماكغريغور (*) على العالم الفنلندي توماس مالينين السؤال التالي: إذا كُنتَ تنصح فلاديمير بوتين، ماذا كُنتَ ستنصحه أن يفعل؟  هل هناك أيّ شيء يُمكنه فعله؟ القليل جداً.

ليس لدي إجابة عن هذا السؤال، لأنه يبدو أن قيادتَنا السياسية فقدتْ كلّ الحسّ السليم؛ إذ لا توجد خطوط اتصال بين حكومتنا والحكومة الروسية، وهو أمرٌ لم يُسمعْ به من قبلُ على الإطلاق. المشكلة هي أن (الناتو) الآن هو من يقود هذا الصراع أكثر فأكثر، وأن روسيا تحاول إيقافه، لكن الناتو يدفع به.

فنلندا، وقيادتنا الحالية، تتلقى الأوامر مباشرة من الولايات المتحدة أو من جهات أخرى للقيام بما يريدون. لذلك لا فائدة من الاتصال بالحكومة الفنلندية لأنَّ مسؤوليها لا يودّون الاستماع.  وأصبحوا تابعين للحكومة الأمريكية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية وباقي بلدان الناتو. لقد فقدنا استقلالنا، وهو ما لم يحدث منذ أن حصلنا عليه في عام 1917.

ثم أعتقد أن أفضل أمل بالنسبة لكم ولنا هو تغيير الحكومة في واشنطن، وأن تستلم قيادة جديدة تخطو خطوة نحو الأمام وتحاول قول الحقيقة.

لن يكون الأمر سهلاً هنا في الولايات المتحدة لأن الأشخاص أنفسهم يُسيطرون على وسائل الإعلام، والأسواق المالية، وهوليوود، والبنية السياسية في واشنطن. ويبدو أنهم مصمّمون على التعجيل بحرب بيننا وبين روسيا، وهو أمر ليس له أي معنى، حسب اعتقادي. وبالتأكيد لا بالنسبة لي ولا بالنسبة للعديد من الأمريكيين الآخرين. أعتقد أنه ربما يكون هناك عدد أكبر من الأمريكيين الذين يطرحون سؤالاً:

لماذا الآن؟

لماذا فجأةً، في هذه اللحظة بالذات، بعد سنوات عديدة، قرّرنا بدء الحرب مع روسيا؟

هذه روسيا وليست الاتحاد السوفييتي!

(*) دوكلوس ماكغريغور (من مواليد 4 كانون الثاني (يناير) 1947) هو عقيد أمريكي متقاعد، ومسؤول حكومي، ومؤلف، ومستشار، ومعلق سياسي.

 

العدد 1120 - 21/8/2024