ما هي ساعة يوم القيامة؟ .. كل ما تحتاج إلى معرفته عنها
في كانون الثاني (يناير) من كل عام على مدار الـ 75 عاماً الماضية، كان العلماء يتتبعون مدى احتمال إبادة الجنس البشري.
وتكشف نشرة علماء الذرة Bulletin of the Atomic) عن مصير البشرية مرة أخرى، وتقرر ما إذا كانت ساعة يوم القيامة بحاجة إلى الاقتراب من منتصف الليل أو ستذهب بعيداً عنه.
وتأتي الساعة مضبوطة حالياً على 100 ثانية حتى منتصف الليل، مثلما كانت في السنوات الثلاث الماضية.
ولكن بعد عام من الكوارث البيئية، وفيروس (كوفيد-19) الذي لا يزال يتسبب في حدوث مشكلات، يمكن أن تقترب الساعة من منتصف الليل.
ما هي ساعة يوم القيامة؟
أُنشئت ساعة يوم القيامة في عام 1947 لتحذير البشرية من مخاطر الأسلحة النووية.
ومنذ ذلك الحين، حذرت الجمهور من مدى اقترابنا من تدمير عالمنا بتكنولوجيا من صنعنا. إنها بمثابة استعارة لتذكير البشرية بقضايا، مثل تغير المناخ وفيروس (كوفيد-19) والحرب النووية، التي تحتاج إلى معالجة.
من الذي أنشأ ساعة يوم القيامة؟
أنشأت الساعة (نشرة الذرّي) Bulletin of the Atomic، التي توفر للمجلات الأكاديمية مواد حول العلوم وقضايا الأمن العالمي.
وكُلّف الفنان مارتيل لانغسدورف من قبل المحرر المشارك هايمان جولدسميث لابتكار تصميم لغلاف حزيران (يونيو) 1947، من شأنه أن (يخيف أهل الأرض ليدعوهم إلى العقلانية)، وفقاً ليوجين رابينوفيتش، المحرر الأول لنشرة علماء الذرة، الذي توفي في 1973.
وقالت Bulletin of the Atomic على موقعها على الإنترنت إن لانغسدورف فكر في البداية في استخدام رمز اليورانيوم بدلاً من الساعة لإصدار تحذير.
ولكن بعد الاستماع إلى العلماء الذين عملوا على صنع القنبلة، شعر بالحاجة إلى الإلحاح، لذلك رسم الساعة لتعكس أن البشرية لم يتبقَّ لها الكثير من الوقت.
ما الوقت الذي عُرض على ساعة يوم القيامة الأصلية؟
ضُبطت الساعة في الأصل على سبع دقائق قبل منتصف الليل لأن لانغسدورف قال: (بدت جيدة لعيني).
ويقول موقع Bulletin of Atomic Scientists: على مدار 75 عاماً، كانت ساعة يوم القيامة بمثابة استعارة لمدى قرب البشرية من تدمير الذات. منذ عام 1947، كانت بمثابة دعوة إلى اتخاذ إجراء لعكس العقارب التي تحركت للخلف من قبل.
من الذي يقرر الوقت؟
بعد وقت قصير من إنشاء النشرة، قرر محررها يوجين رابينوفيتش ما إذا كان يجب إجراء التحريك أم لا.
وكان رابينوفيتش عالماً، يجيد اللغة الروسية، ورائداً في المحادثات حول نزع السلاح النووي، ما يعني أنه كان في مناقشات متكررة مع العلماء والخبراء في جميع أنحاء العالم.
وبعد النظر في مناقشاته، سيقرر ما إذا كان ينبغي تحريك الساعة للأمام أو للخلف.
وعندما توفي في عام 1973، تولى الأمر مجلس العلوم والأمن في Bulletin، المكون من خبراء في التكنولوجيا النووية وعلوم المناخ، المهمة. وهو يشمل 13 من الحائزين جائزة نوبل على مر السنين.
وتجتمع اللجنة مرتين في العام لمناقشة الأحداث العالمية الجارية، وما إذا كانت إعادة ضبط الساعة ضرورية.
متى كانت العقارب أقرب إلى منتصف الليل؟
ضُبطت العقارب على أقرب وقت إلى منتصف الليل في عام 2020، بعد أن واجهت الحكومات في جميع أنحاء العالم (خطرين وجوديين متزامنين – الحرب النووية وتغير المناخ)، وفقاً للنشرة.
وشملت هذه التهديدات النزاعات السياسية المحيطة بكوريا الشمالية، إضافة إلى احتجاجات حاشدة من الشباب في جميع أنحاء العالم تسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حكومية بشأن تغير المناخ.
وبسبب هذه التهديدات، قررت النشرة في 23 يناير 2020 ضبطها على 100 ثانية حتى منتصف الليل.
متى كانت العقارب أبعد ما يكون عن منتصف الليل؟
في عام 1991، بعد نهاية الحرب الباردة، ضبطت النشرة عقرب الساعة على 17 دقيقة حتى منتصف الليل.
وشهدت نهاية الحرب توقيع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية.
وهذا يعني أن الدول ستخفض ترسانتها من الأسلحة النووية، ما يقلل من خطر نشوب حرب نووية.
كم كان الوقت في عام 2022؟
في عام 2022، بقيت ساعة يوم القيامة عند 100 ثانية حتى منتصف الليل.
وأضافت النشرة أنه بينما سيطرت الدول المتقدمة على جائحة (كوفيد-19)، فإن الاستجابة في جميع أنحاء العالم ظلت (غير كافية تماماً)، مشيرة إلى أن البلدان الفقيرة تُركت دون تلقيح إلى حد كبير.
وكان تغير المناخ أيضاً عاملاً مهماً، فبينما كان COP26 في غلاسكو (معلماً مهماً)، كانت النتائج (غير كافية).
وأعطت أمثلة على موافقة الصين والهند فقط على الابتعاد التدريجي عن الفحم، ما يعني أنهما سيصلان إلى صافي الصفر فقط في عامي 2060 و2070.
وقالت أيضاً إن الدول المتقدمة فشلت في تنفيذ التزامات المعاهدة لتوفير الدعم المالي والتكنولوجي للدول الفقيرة.
ما مدى احتمال التغيير؟
يحتفظ العلماء بالوقت الذي ستنتقل فيه الساعة سراً حتى يوم إعادة ضبط الساعة، ما يجعل من الصعب التنبؤ بما سيتم ضبطها عليه.
وكان لتغير المناخ تأثيرات كبيرة في جميع أنحاء العالم في العام الماضي، فقد غمرت الفيضانات ثلث باكستان، وحدثت موجات حر خطيرة في أوربا والصين، فضلاً عن فشل المحاصيل في النمو في القرن الإفريقي.
المصدر: ديلي ميل