هناك فقراء أيضاً في البلدان الرأسمالية المتطورة
يونس صالح:
الفقر ليس جنوبياً يسود العالم الثالث وحده، ففي الشمال وفي القلب من الدول الأكثر تقدماً يسود الفقر أيضاً، وبنسبة 12 بالمئة من عدد السكان، أي ما يمسّ 25 مليون شخص حسب إحصاءات عام 2011.
هكذا تقول أرقام مكتب الإحصاء الأمريكي عن الأحوال في الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف أن دائرة الفقر آخذة في الاتساع مع دخول العالم الألفية الثالثة، وبما يشير إلى صعوبة الخروج من حال الركود التي انعكست على فرص العمل ومستويات الدخول.
والأكثر إثارةً في الأرقام ما يشير إلى تركّز الثروة في مستوياتها العليا، مع انتشار الفقر في سفح الهرم الاجتماعي. لقد اتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء.. وطبقاً للمعطيات التي أوردتها الصحافة الأمريكية، فقد تمتعت شريحة الـ1 بالمئة الأعلى في المجتمع الأمريكي بأكبر حصة من الازدهار الاقتصادي للبلاد منذ عام 1936، حتى أن هذه الشريحة- وفي عام 2020 قد حصلت على ما يعادل دخل شريحة الأربعين بالمئة التي تقع في أسفل السلم الاجتماعي.. أو يفوقها قليلاً.
وبالأرقام فقد حصلت حفنة الأغنياء التي تتربع على القمة في المجتمع، والتي تمثل 1 بالمئة من عدد السكان، على 16 بالمئة من الناتج، بينما لم يحصل الـ40 بالمئة، وهي الشريحة الأدنى والأوسع- إلّا على 14.4 بالمئة.
البون واسع.. لقد دخلت شريحة الأثرياء السباق وفازت فيه وأصبحت أكثر دخلاً من هذه الملايين التي تقترب نسبتها من نصف المجتمع، وطبقاً لبيانات المصادر الرسمية في الولايات المتحدة والبنك الدولي على الخصوص، فإن تطوراً تاريخياً هائلاً قد حدث في الولايات المتحدة، فبعد أن كان متوسط دخل الفرد عام 1900 نحو 20000 دولار أصبح عام 2000 نحو 34260 دولار، وفي عام 2020 بلغ نحو 38000 ألف دولار.
إن الفوارق الطبقية تتسع، مما جعل الناس هناك يقتنعون بأن الإدارات الأمريكية المختلفة تعمل من أجل الأغنياء فقط.