الاتحاد الأوربي عُنفيّ
ترجمة: د. شابا أيوب:
نشرت جريدة الشيوعي (*) في عددها السادس الصادر في بداية حزيران (يونيو) الجاري مقالاً بقلم رئيس التحرير بعنوان: الاتحاد الأوربي عُنفي:
الجميع متفقون حالياً على إدانة محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو. لم تكن هذه المحاولة هجوماً على شخص أو سياسي فحسب، بل على الديمقراطية نفسها. وبالطبع هذا صحيح تماماً، وربما أكثر صِدقاً مما يدركه أولئك الذين يقولون ذلك.
فيكو هو اشتراكي ديمقراطي، وللمرة الثالثة رئيس الوزراء لدولة سلوفاكيا العضو في الاتحاد الأوربي، والنصف الشرقي مما كان يسمى سابقاً تشيكوسلوفاكيا. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، مَيّزَ نفسه بالنأي بنفسه عن سياسة الاتحاد الأوربي في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، نجحَ في جعل سلوفاكيا تتماشى مع جارتها المَجر (وهي أيضاً عضو في الاتحاد الأوربي) وجارتها صربيا (غير عضو في الاتحاد الأوربي). وجميعهم يريدون إقامة علاقة جيدة مع روسيا وإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما يعارضون توسيع مساعدات الأسلحة التي يقدمها الاتحاد الأوربي لنظام كييف.
وهذا بالطبع جلبَ لهم انتقادات من بروكسل، وخاصة للدولتين العضوين في الاتحاد الأوربي.
لم تدعًُ بروكسل بشكل مباشر إلى العنف، ولكن هناك مُواطن سلوفاكي، يُزعَمْ أنه رجل مُسِن، أدركَ موقف رئيس الوزراء، وتصرّفَ وفقاً لإدراكه.
وتقول دعاية الاتحاد الأوربي إن عضوية الاتحاد الأوربي هي طوعية، وأن الدول تصطف في طوابير للانضمام إليها. في الواقع لم يُسأل أيٌّ من سكان دول المجموعة الاقتصادية الأوربية الست الأصلية أبداً، وعندما سُئل النرويجيون وأجابوا بالنفي، كانت النرويج مع ذلك خاضعة لإملاءات بروكسل من خلال (تعاون) المنطقة الاقتصادية الأوربية. وعلى نحو مماثل، وعلى الرغم من رفض الناخبين الدنماركيين المتكرر لليورو، إلا أن الكرونة الدانمركية مرتبطة به من خلال سياسة سعر صرف ثابت.
الحرب في أوكرانيا
تعود جذور الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى حقيقة مفادها أن الحكومة الدستورية في البلاد كانت في شك من الاتحاد الأوربي وفَضّلتْ تطوير علاقة أكثر إيجابية مع روسيا. اقترح الشيوعيون الأوكرانيون إجراء استفتاء بهذا الخصوص، لكنه مُنع.
أطاحت القوات الصِدَامية الفاشية بالرئيس المُنتخب، وقامت بتشكيل حكومة انقلابية كان أول إجراء قامت به هو حظر الحزب الشيوعي. ولم يَعُدْ هناك حديث عن الاستفتاء، بل كان هناك المزيد من الحديث عن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوربي. وأدى ذلك إلى تقسيم البلاد، وانتهى الأمر إلى الحرب الدائرة الآن.
والمُفارقة المُحزنة هي أنه بعد الانقلاب، كان بوسع الاتحاد الأوربي أن يحصل على الجزء الأوسط والغربي من أوكرانيا، لكنه كان يريد أيضاً المناطق الصناعية في دونباس. وطُلِبَ من السكان المترددين أن يمتثلوا، تماماً مثل النرويجيين.
هل الاتحاد الأوربي ديمقراطي؟
ولكن مهلاً، إن الاتحاد الأوربي مبني على الديمقراطية والطواعية ولا يشن حروب غزوات. وهذا على الأقل ما قِيلَ لنا. يبدو الأمر أجوفَ بعض الشيء عندما يتحدث الرئيس الفرنسي عن قوات للاتحاد الأوربي في أوكرانيا.
وبوسعنا أن نرى مدى (ديمقراطية) الاتحاد الأوربي من خلال الجهود الحثيثة التي نجحت بها السلطات الدنماركية في منع وصول المُعارضين للاتحاد الأوربي إلى البرلمان.
إن الاتحاد الأوربي ليس ديمقراطياً ولا طوعياً، بل هو تَجمّعٌ عُنفيّ. ونحن نرى ذلك من خلال ما يجري في أوكرانيا. لقد رأينا ذلك للتو في سلوفاكيا.
(*) جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي.
٧ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤