واقع الوالدين السوريين بين وطأة العيش ورحيل الأبناء
د. عبادة دعدوش:
يصادف الأول من حزيران (يونيو) من كل عام الاحتفال بيوم الوالدين العالمي، وهو يوم لتكريم الوالدين ودورهم المهم في المجتمعات حول العالم.
تحديّات العيش اليومي
في سورية التي دمّرتها الحرب، يواجه الوالدان تحديّات هائلة في توفير لقمة العيش لأسرهم. فقد خلّفت الحرب بنية تحتية مُدمّرة وظروفاً اقتصادية هي الأسوأ، أدّت بكل تأكيد إلى ارتفاع معدّلات البطالة، ما جعل صعباً على الكثيرين إيجاد عمل، وإن وجِدَ فإن الراتب يكاد لا يكفي أجور مواصلات للموظف. كما أن من أكبر المشكلات التي تواجه أيّة عائلة سورية هي الارتفاع الحاد والخيالي في الأسعار ما يُقيّد الوالدين عن أداء واجباتهم الأسرية. إضافة إلى ذلك، فإن العديد من الآباء السوريين يعانون من إصابات جسدية أو نفسية بسبب الحرب، وقد أدى ذلك إلى صعوبات في العمل وإعالة أسرهم.
هجرة الأبناء.. أزمة كل أسرة سورية
إلى جانب التحديّات الاقتصادية، يواجه الوالدان في سورية أزمة إضافية وهي هجرة أبنائهم. فقد دفع الفقر والحرب بالعديد من الشباب السوريين إلى الخروج من بلدهم سورية الحبيبة بحثاً عن حياة أفضل خارج القطر. وقد ترك رحيل هؤلاء الأبناء فراغاً كبيراً في قلوب آبائهم وزاد من أعبائهم، فقد أصبحوا وحيدين وغير قادرين على الاعتماد على الأبناء للحصول على الدعم المالي والعاطفي.
دور منظمات الإغاثة
في ظلِّ هذه التحديّات، تلعب منظمات الإغاثة دوراً حيوياً في دعم الوالدين السوريين من خلال المساعدات الغذائية والمالية والصحية والتعليمية. كما تقدم بعض المنظمات برامج للمساعدة في معالجة الصدمات النفسية التي يعاني منها الوالدان السوريان بسبب الحرب أو هجرة الأبناء.
تحديات مستمرة
على الرغم من جهود منظمات الإغاثة، لا تزال حياة الوالدين السوريين صعبة للغاية. ففي الوقت الذي نحتفل فيه بيوم الوالدين العالمي، من المهم أن نُسلّط الضوء على واقع الوالدين السوريين والتحديّات التي يواجهونها. كما يجب أن نبذل كل ما في وسعنا لدعمهم وتقديم المساعدة لهم حتى يتمكّنوا من توفير حياة كريمة لهم ولأسرهم.