لرفيق يعقوب بنجارو: آمنت بأفكار الحزب حتى قبل الانتساب

(النور) – خاص – ستوكهولم:

الرفيق يعقوب بنجارو (أبو لحدو) اسم يعرفه شيوعيو الجزيرة السورية والقامشلي خصوصاً، تعرفه القوى السياسية الوطنية، ويعرفه السكان كونه أحد أبرز الخياطين.. يجمع حماسة المناضل وطيب المعشر والسلوك والإخلاص الوطني.

زارته (النور) في محله وسط العاصمة السويدية ستوكهولم (التي انتقل إليها منذ عام 1985) ومازال يمارس مهنة الخياطة التي بدأها في القامشلي.

على عتبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، طلبنا من الرفيق (أبو لحدو) الحديث عن ذكرياته في حزب أمضى بين صفوفه أكثر من ستين عاماً ومازال ممسكاً بالراية:

اسمي يعقوب بنجارو، مواليد مدينة القامشلي 1939. انتسبت للحزب أواخر عام 1962، أقول وبكل إخلاص إن أفكار الحزب حول العدالة والمساواة والدفاع عن الاتحاد السوفيتي في معركته ضد النازية كانت تلهمني منذ طفولتي، أي حتى قبل انتسابي للحزب الشيوعي. ويستطرد مبتسماً كانوا يطلقون عليّ: (يعقوب الروسي).

تعرفت على الحزب عبر الرفيقين ملكي عيسى وعثمان إبراهيم، وانتسبت عام 1964.انتسبت بحكم مهنتي (الخياطة) لنقابة عمال الخياطة وأصبحت ممثلاً للحزب ورئيسها مدة عامين (1965 حتى 1967). في عام 1967 دُمجت مختلف النقابات المهنية في واحدة، مثّلت الحزب في اتحاد عمال المحافظة ثلاث دورات، إضافة إلى شغل عضوية الاتحاد المهني المركزي لعمال الخياطة (في دمشق). نشاطاتنا الحزبية في القامشلي كانت متنوعة حسب الظرف السياسي في البلد الاحتفال بـ: عيد العمال العالمي، الجلاء، نوروز…. كنا موجودين في العديد من النوادي الاجتماعية، الثقافية والرياضية في الجزيرة، ومارست كرة القدم في نادي الرافدين وفي فريق الجيش أثناء خدمتي الالزامية مع الرفيق يوسف عيسى.

رفيقة عمره أنطوانيت شليمون كانت خير سند له في جميع الظروف، ويضيف مبتسماً كان والد زوجتي بعيداً عن أفكار الحزب ولكنه لم يقف ضد زواجنا ما دام، وكما كان يردد، العريس يعقوب، ذو السمعة الاجتماعية الطيبة.

ينتمي سكان الجزيرة السورية إلى قوميات مختلفة: سريان، أكراد، عرب، أرمن وشركس والعلاقات بيننا كانت جيدة وطبيعية. كنا نتبادل الزيارات في مختلف المناسبات. كان الكثير من زبائني أكراد، ويستدرك: حتى الأزمة التي عصفت بالحزب أوائل سبعينيات القرن الماضي وأدت للانقسام لم توثر على منظمة الجزيرة التي ظلت موحدة. يتذكر أنه وضمن جولة على مختلف القوى لشرح الموقف من الانقسام ومن الأزمة جرت زيارة القنصلية السوفيتية في حلب بوفد مكون من الرفاق: رمو شيخو، عثمان إبراهيم، ملكي عيسى، يوسف عيسى، أحمد الأسود، جوزيف جبران ويعقوب بنجارو.

أمنية أبو لحدو في الذكرى المئوية لميلاد الحزب: وحدة الشيوعيين، تقوية وتنشيط مواقع الحزب داخل المجتمع السوري.. لا بديل لدى الشعب السوري عن الحزب الشيوعي، كواحد من قوى التقدم والعدالة والتحرر.

التحية لكل من ساهم في مسيرة الحزب على امتداد قرن من الزمن.

العدد 1107 - 22/5/2024