الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري | وحدة الشيوعيين السوريين.. أولاً وثانياً وثالثاً

رعد مسعودي:

في البداية أودّ التوجه بالتحية للرفيق نجم الدين خريط (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد) على الموقف النبيل الذي طرحه في مقالته، التي نشرتها (النور) في عددها 1093، والذي يعبر عن موقف (الموحّد) من قضية وحدة الشيوعيين السوريين. ليس غريباً هذا الموقف من مناضل وطني كبير ومخلص لقضية شعبه وحزبه.

شهدت سورية خلال الأربعين سنة الأخيرة تراجعاً كبيراً عن الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية، التي تحققت في الماضي، أدّى إلى التخلي عن طريق التقدم الاجتماعي، وسيطرة البرجوازية الطفيلية على مفاصل الاقتصاد السوري في كل نواحيه، مما دفع لهجرة الآلاف السوريين وخاصة جيل الشباب، الذي فقد الأمل بالمستقبل في وطنه الأم، الذي يعاني من أزمات اقتصادية واحدة تلو الأخرى.

ومما زاد الطين بلة الأزمة الكبيرة التي ظهرت خلال العقد الماضي من خلال حرب كونية شُنّت على سورية مستغلة الأوضاع الداخلية الصعبة، التي عانى منها المجتمع السوري: الفقر، الفساد، البطالة، البيروقراطية، إهانة كرامات الناس …الخ.

كل هذه الأسباب أدت إلى (تدفق) السوريين إلى الخارج، وشكّل هؤلاء كتلاً بشرية كبيرة في دول مختلفة من العالم، وبين هذه الكتل وجد الكثير من الشيوعيين السوريين أنفسهم بعيدين عن وطنهم وحزبهم.

من هذه الدول كانت كندا وأمريكا، حيث التقى عدد من الشيوعيين السوريين من فصائل مختلفة وشكّلوا مجموعة (الشيوعيون السوريون في كندا وأمريكا).

إن هدف هذه المجموعة هو استمرارية الارتباط بالوطن الأم سورية وحزبهم الشيوعي، ومتابعة كل ما يتعرض ويعاني منه بلدنا الحبيب وحزبنا الشيوعي السوري من تبعثر، وخاصة أننا قادمون على الذكرى المئوية لتأسيس الحزب.

من هنا كانت وما زالت من أولويات هذه المجموعة العمل مع مختلف الرفاق من كل الفصائل ومع الرفاق من خارج التنظيمات لتشكيل (ضغط) على القيادات في مختلف الفصائل الشيوعية من أجل توحيد الشيوعيين السوريين في حزب واحد، والاحتفال معاً بالذكرى المئوية، والإعلان عن وجود حزب شيوعي سوري واحد يعمل من أجل الدفاع عن مطالب جماهير الشعب السوري المحقّة.

من هنا، نتوجه إلى جميع الشيوعيين السوريين داخل التنظيمات وخارجها، وخاصة القيادات منها، السعي من أجل وحدة الشيوعيين السوريين في حزب واحد، خاصة ان ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، متسلحين بفكر الاشتراكية العلمية، ودفاعاً عن وطننا، ومن أجل مواجهة التحديات التي يواجهها بلدنا من حرب كونية مستخدمة القوى الإرهابية لتدمير الدولة السورية بسبب موقفها الوطني المعادي للإمبريالية العالمية.

نتوجه إلى القيادات والكوادر الشيوعية للّقاء وبحث قضايا (الخلاف) ونبذها وصولاً إلى اتفاق يعلن فيه وحدة الشيوعيين السوريين، ولنبرهن للشعب السوري بكل قواه ومكوناته أننا حزب الدفاع عن لقمة الخبز والوطن، حزب العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين.

إن التاريخ لن يرحم من يقف اليوم عائقاً أمام وحدة الشيوعيين السوريين، في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ به بلدنا وشعبنا. لذلك دعونا ننطلق من المسؤولية التاريخية أمام وطننا في نبذ كل ما يفرقنا، ولنعلن أننا حزب الشعب والوطن بالقول والفعل.

نعم.. لوحدة الشيوعيين السوريين!

العدد 1105 - 01/5/2024