أتمنّى أن يعود الحزب موحّداً مستفيداً من دروس الماضي ومراعياً التطورات وطموحات الأجيال الجديدة
عبد الحميد السباعي_ السويد:
كان لي شرف الانتساب إلى حزب لينين العظيم في نهايات عام ١٩٧٤ بعد شغف دام سنتين متأثراً بشكل غير مباشر ببعض الأقارب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر المرحوم بدر الدين السباعي، وبشكل مباشر بمسرحيات المسرح العمالي في حمص، الأمر الذي دفعني لقراءة بعض الكراسات التي تتعلق بالماركسية وفلسفتها، وكان من أهمّ هذه الكراسات على ما أذكر:
١- ما العمل؟
٢- المادية التاريخية
٣- مصادر الماركسية الثلاثة
التي رسخت قناعتي بهذه الفلسفة وكرست إيماني بمبادئ العدالة الاجتماعية والشيوعية كنظام اقتصادي اجتماعي يحقق العدالة الاجتماعية عن طريق قيادة الطبقة العاملة للمجتمع ممثلة بحزبها الوحيد، باعتبارها طبقة الأغلبية ونضال هذه الأحزاب (الأحزاب الشيوعية) ضد الأنظمة الطبقية الأخرى التي تستغل جهود العمال من أجل الطبقات التي تمثلها (إقطاعية، رأسمالية) وسيطرتها وهيمنتها على الشعوب وثرواتها، مما جعلني أتوسع أكثر في القراءة والبحث ما أمكن. ثم اتخذت قرار الانضمام للحزب، ولهذا تواصلت مع المرحوم الرفيق صلاح الدين بدوية، وأعربت له عن رغبتي في الانضمام إلى صفوف الحزب، وقد كان في ذلك الوقت يتردد إلى بيتنا الطلابي في دمشق كثيراً مع باقي أعضاء الفرقة المسرحية، وفعلاً حدث ذلك بعد فترة قصيرة.
فقد تواصل معي أخوه، الرفيق فؤاد، وأبلغني عن موافقة الحزب على الانضمام إلى صفوفه، فالتحقت بإحدى الفرق، ومن هنا كانت البداية، وظلّ نشاطي سرّياً نظراً لظروف تتعلق بطبيعة عملي حتى عام ١٩٨٠، إذ انتقلت من دمشق إلى حمص وتغيّرت طبيعة عملي، فكُلّفت بقيادة بعض فرق اتحاد الشباب الديمقراطي في حمص، وبقيت كذلك حتى انتقالي إلى بلد الاغتراب في أول شهر من عام 1983.
إن من أهمّ ما يشغل تفكيري ويقضّ مضجعي هو تفرّق وحدة الحزب وانقساماته المتعددة، التي كان لها الأثر الكبير على إضعاف الحزب وتشتّت نضالاته وابتعاده عن جماهيره، لهذا فإن من أكثر أحلامي وتمنياتي هو عودة الحزب موحداً بعد أن تقوم بعض كوادره المخلصة، المحايدة والمثقفة ماركسياً، والتي لها باع طويل وعميق بالفلسفة الماركسية اللينينية، بتقديم نقد معمّق لمسيرة الحزب منذ بداية السبعينيات حتى يومنا هذا، ووضع الإصبع على مكامن الصواب ومكامن الخطأ، بروح وأخلاق ماركسية شجاعة، بهدف تصحيح المسار ووضع مسار نضالي جديد يتناسب وطبيعة المرحلة مع الأخذ بعين الاعتبار ما طرأ على العالم من تطور تكنولوجي ومعرفي وتغيرات مجتمعية كان أخطرها وأهمّها انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية وسقوط حلف وارسو، واشتداد هيمنة النظام الإمبريالي والليبرالية الجديدة وشراستها وتوحّشها ومحاولاتها المستميتة للاستيلاء على مقدرات شعوب العالم وفرض هيمنتها كقطب وحيد ينفرد بإدارة العالم.
كما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار طرق تفكير الأجيال الجديدة وطموحاتها، وإيجاد أفضل السبل للوصول إليها وإقناعها بعدالة نضال حزبنا من أجلهم ومن أجل تحقيق حياة أفضل لهم ولعائلاتهم ومستقبلهم، من أجل بناء مجتمع علماني مبني على العدالة والحرية والمساواة في جميع الحقوق والواجبات، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين.
تحية إلى حزبنا العظيم، حزب العمال، حزب الفقراء، حزب الخبز!
إن حزباً يبقى صامداً مئة عام في وجه أعتى الرياح، وعمل في أقسى الظروف، مدافعاً عن حقوق العمال والفلاحين والفقراء، مقدّماً التضحيات تلو التضحيات والعديد من الشهداء من قياداته وكوادره وعناصره هو حزب عظيم حقّاً رغم كلّ ما حصل.
الرحمة لشهداء الحزب وفي مقدمتهم الشهيد الرفيق فرج الله الحلو!
الشكر مع الرحمة لقيادات الحزب المؤسّسين والأوائل، والعمر المديد لمن بقي منهم على قيد الحياة!
الشكر والتحية لجميع الرفاق المخلصين الحاليين قيادات وكوادر وعناصر!
تحية إلى حزبنا في ذكرى ميلاده المئوي الأول!
له المجد والخلود دائماً، وأبداً!
عاشت الطبقة العاملة وأحزابها الماركسية اللينينية، وإنّا على الدرب ماضون!