إشاعات ليست بإشاعات.. والسلام لجيوبنا!

رنيم سفر:

توقعاتٌ خائبة ورجاء لم يعد منه فائدة، وصوتٌ مكتوم ونشيد نملأ به القلب المهموم، نُزهر فرحاً فنرتطم أرضاً لعل الفرح غير مقدّر لنا، ولعل الشقاء نصيب السوري، نركض وراء الفرح والفرح يهرب منا، فبعد الفرح الكبير بالمنتخب السوري وتأهيله، ظننّا أنها فاتحة خير لتسلّل البسمة إلى وجوهنا، ومع ترديدنا عبارات التهاني والسعادة فيما بيننا، والتي لا نرددها إلا في المناسبات والأعياد، لكن السعادة لم تكتمل ففد أتت أخبار كئيبة تطرد السعادة المتسللة للقلب، واستقرّت فيه محلّ السعادة.

إشاعات أو ربما هي ليست إشاعات، فكل إشاعة يتم ترديدها كي نحسبها حقيقة ونتعايش معها وننتظرها ريثما تتحقق، وبعد ذلك تنطلق كحقيقة مطلقة ونكبة على رأسنا، فها قد مرّ الشهر الأول من العام الجديد، ووصلتنا على هواتفنا رسائل من شركات الاتصالات (سيريتل) و (أم تي أن)، تحثّنا على تفعيل باقات بالسعر القديم قبل إطلاق الأسعار الجديدة في بداية الشهر الثاني!

أسعار جديدة؟؟!

مؤكّد أنها مزحة!

ألم يكفِ ما رُفع سعره وزيد ثمنه؟! هل يجري تغيير الأسعار على اعتبار أن الأسعار القديمة كانت مناسبة للطلاب ومستخدمي الإنترنت، لأنه جزء لا يتجزأ من يومنا ولا يمكن أن نحيا من دونه، أم أننا بحاجة إليه لمواكبة ومعاصرة العالم والتطورات وأننا نضطر لتأمين ثمنه؟ ألم تعد هذه الشركات تبصر أن الزيادة أصبحت رهيبة وأن الأسعار جنونية.

الحال أن هناك تحرير للأسعار، ولا تحرير للرواتب، على عكس ما يردّد في قاعة مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال، ليتنا توقفنا هنا وحسب، لكننا لم   نقف، بل انهلّت علينا مفاجأة تلو الأخرى، ووصلنا خبر آخر بزيادة أسعار الخبز الذي يعتبر غذاءً يومياً كاملاً، وغير متكامل للكثير من السوريين حقّاً؟؟!

تريدون أن يصبح رغيف الخبز صعب المنال؟! هناك صعوبة في شرائه بسعره الحالي، فكيف بعد الزيادة؟  هل سيصبح الخبز همّاً؟! ألا يكفي همّ تأمينه ليُضاف إليه هَمّ ثمنه؟ إشاعات ليست بإشاعات بل بإبر مورفين لرؤية الرأي العام، ومن ثم تنفيذه على كل الأحوال، فلا يهمّ ما يُقال فالقرارات مثبتة وليست قابلة للطعن!

لقد هاجر الأغلبية والحال أن المتبقي لا قدرة لهم على الهجرة، ليس حباً بالوضع الراهن بل لا قدرة لجيبه والنشيد الوطني يسكن صدره رغم كل شيء، وبما أنه لا قدرة لجيوبنا على الهجرة، ولا قدرة لأجسادنا على التحمّل، ولا قدرة لقلوبنا على المغادرة ورمي الذكريات، فنطالب بالرحمة والتريث قبل اتخاذ القرارات، لنتمكّن من إبقاء ذكريات للمستقبل، ولئلا نترحم على الماضي بعد كل خطوة تتخذونها.

ارحموا جيوبنا فهي لم تعد سالمة مثل أجسادنا.

دمتم ودمنا سالمين!

 

العدد 1104 - 24/4/2024