تكاليف التحاليل الطبية تزيد هموم المريض همّاً!

ريم سويقات:

بعد أن كان المواطن السوري يُعالج سابقاً بتكاليف قريبة من دخله، أصبح اليوم أمام معضلة جديدة تتحدى هذا الدخل الذي تراجع إلى درجة الفقر، الأمر الذي دفع البعض إلى رفع الراية البيضاء منذ أن علم أنه يحتاج إلى إجراء تحاليل مخبرية لاستكمال علاجه، فدخل مواطننا الفقير والنصف فقير والمعدم، لا يستطيع أن يتحمل، إضافة إلى (كشفية) الطبيب وشراء الأدوية اللازمة، تكاليف إجراء التحاليل المخبرية التي تشهد ارتفاعاً كبيراً.

عزيزي القارئ، ربما تختلف أسعار التحاليل الطبية حسب المنطقة إذا كانت شعبية أو في (المالكي) أو (أبو رمانة)، ويؤثر حجم العمالة والتكاليف التي يتكبدها المخبر ومستلزمات عمله على الأسعار أيضاً، إضافة إلى ما يتطلبه المريض من أدوات حسب طبيعة مرضه، ولتوضيح ذلك سنذكر بعض الأمثلة من بعض المرضى، بيّنت مريضة تعاني من ألم في الأسنان أنها دفعت مبلغ ٢٥ ألف ليرة للحصول على صورة بانوراما لأسنانها، فيما أشار مريض يعاني من مشاكل هضمية أنه دفع ٥٠ ألفاً لإجراء تحاليل مخبرية، ولفتت أخرى تعاني من مشاكل تنفسية أنها دفعت ٦٦ ألفاً لإجراء تحليل CBC و IGE.

البعض يعزي سبب ارتفاع تكلفة التحاليل المخبرية إلى أن تشغيلها يحتاج إلى أدوات وتبريد مستمر وهذا يحتاج إلى توفير الكهرباء مدة ٢٤ ساعة، لأن التبريد ضروري للكثير من المواد المخبرية، وهذا يتطلب تشغيل المولدات عالية الكلفة أيضاً، وهي تحتاج إلى وقود لتعمل، وهذا غير متوفر في الوقت الحالي إلّا في السوق السوداء.

وفي هذا السياق أكّد نقيب أطباء سورية الدكتور غسان فندي أن سبب ارتفاع الخدمات الطبية المرتبطة بالمواد المخبرية يعود للتضخم كالمواد الاستهلاكية، ما سبّب هذه القفزة في الأسعار، لافتاً إلى أن الحل يكمن في إعفاء المواد المخبرية من الضرائب الجمركية لبضع سنوات، وأن يتم خصم نسبة ولو كانت قليلة من الضرائب التي تفرض على الطبيب.

أيها السادة، كانت مشكلة المواطن منذ فترة محددة أكثر بتكلفة الدواء فقط، أكثر من شكواه من ارتفاع أسعار تعرفة الأطباء وتكلفة التحاليل المخبرية، إن الفجوة تتسع بين الدخل الحقيقي والأسعار التي لا تشهد استقراراً أبداً..

يتساءل مواطنون: أين دور وزارة الصحة بمختلف مؤسساتها ودوائرها؟ ولماذا لا تسهل حصول المخابر على موادها.. وتعفيها من الرسوم الجمركية رأفة بحال الناس؟!!

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024