الذكرى الرابعة للاحتلال التركي لمنطقة عفرين

عفرين_ النور_ خاص:

مضت أربع سنوات على احتلال عفرين، ففي الثامن عشر من كانون الثاني عام 2018 بدأ النظام التركي الإخونجي غزو منطقة عفرين، مع مرتزقته من الفصائل الإسلامية المسلحة.. وقد بدأ غزوه بـ110 غارات جوية على أكثر من 70 موقعاً وقرية، دمّر الكثير من القرى والمنشآت وبيوت السكن وقُتل كثير من المدنيين بعضهم نساء وأطفال، واشتعلت النيران في المواقع الحراجية وحقول المواطنين وبساتينهم.

منذ بداية الغزو التركي لعفرين كان الاحتلال ممنهجاً، فقد استهدف البشر والحجر والشجر والثقافة والآثار والأوابد التاريخية.

إن ما جرى ويجري في عفرين، على مدى هذه السنوات الأربع، ليست حرباً تقليدية، بل هي حرب وجودية تختلف من حيث الأهداف عن الحروب المعروفة، هي حرب غير مخفية وأكثر خطورة وأكثر تدميراً، ونتائجها تتجاوز الأفراد والمجموعات وحدود المنطقة ولا تنحصر خسائرها في الحاضر، بل تمس وجود شعب وهويته ومستقبله وقضيته.. إنها حرب استخراج الكنوز الأثرية الدفينة ونهبها، وتدمير الإرث الحضاري والإنساني للمنطقة، من خلال نبش المواقع الأثرية وجرفها وسرقة محتوياتها وتخريب ما تبقى منها. هناك مؤسسات قوية ومدعومة ومحمية من أعلى الهرم الأمني والسياسي تشرف وتمول وتتولى عمليات النهب وحرق المواقع الأثرية والكنوز التاريخية في عفرين، ونقلها عبر الحدود الدولية. إنها جريمة متكاملة تتجاوز قدرة أشخاص أو عصابات، فهي عمليات ممنهجة ومنظمة ومخططة ومدروسة وتنفّذ تحت الضوء دون خوف أو رادع.

حرب على الثقافة والتاريخ وهوية الشعب الكردي في عفرين وعلى التراث الإنساني.

ومازالت عمليات خطف المواطنين وفرض الخوف عليهم جارية على مستوى المنطقة، وكذلك يستمر التسلط على أملاك المواطنين وأموالهم بأبشع أشكاله، وعمليات اعتقال المواطنين وتغييبهم في السجون المنتشرة في المنطقة جارية، وبناء المستوطنات يجري على قدم وساق، وتم تدشين قسم من هذه المستوطنات بتمويل قطري وكويتي، وفتح المدارس الدينية يشمل جميع قرى المنطقة لتدريس المناهج الإسلامية الإخونجية، ويتولى ذلك كلّه المجلسُ الديني الأعلى في تركيا بزعامة أردوغان.

مازال أهالي وسكان عفرين ينتظرون يوم الفرج والتحرير للخلاص من المحتل التركي الغاشم، ويطلبون من قيادة الدولة السورية الإسراع بتحرير عفرين من المحتل التركي ومرتزقته الفاسدين.

العدد 1104 - 24/4/2024