الاشتراكية الديموقراطية السويدية بين الأمس واليوم!

كتب الصحفي السويدي المستقل هانس أوهرن (Hans Öhrn) مقالة أنقل أدناه محتواها ببعض التصرف. يذكر أن هانس عضو في اللجنة الإدارية لهيئة التضامن السويدية مع سورية.

طلال الإمام_ ستوكهولم:

(تلقيت رسالة لطيفة من صديق جديد على الـ Facebook، اخترت تسميته أمينة. حثتني أمينة من بين أمور أخرى على الانضمام إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي. فيما يلي إجابتي التي توضح لماذا لا يناسبني الانضمام الآن.

أمينة!

شكراً على رسالتك ودعوتك للمشاركة فيما تسميه أكبر حركة شعبية في السويد. أنا بالفعل عضو في حركة شعبية هي في الوقت ذاته أكبر حركة سلام في العالم، وهي الحركة المناهضة للإمبريالية.

خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، اجتاحت هذه الحركة العالم، وساهمت في تحقيق الحرية والسلام في العديد من البلدان. أولوف بالمه، إذا كنت تتذكرينه زار كوبا والعديد من البلدان المحررة الأخرى. وأعلن من هناك تضامنه مع تلك الشعوب، مؤكداً أن السويد تقف إلى جانبهم في النضال من أجل حقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم والتخلص من نير الإمبريالية.

أعلم أن العديد من أعضاء حزبك ما زالوا محبّين للسلام، والذين، على سبيل المثال، يقولون (لا) مدوّية للعضوية في حلف الناتو، الذي يعد أكبر منظمة إرهابية في العالم.

لكن قيادة حزبك وضعت نفسها الآن بالكامل في خدمة الإمبريالية، إذ تشارك السويد اليوم عسكرياً في العديد من عمليات التدخل والنهب الإمبريالي. وهذا ينطبق، على سبيل المثال، على دول مثل أفغانستان والعراق وسورية، إضافة إلى ذلك، تنخرط قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في نشر فوبيا معاداة روسيا المبتذل الذي يعتبر عنصرية خالصة.

أمينة، بصفتك عضواً في حزب إمبريالي وعنصري، لديك الكثير لتفعليه، إذا تمكنت من إقناع حزبك بالانحياز إلى جانب البلدان الصغيرة مرة أخرى في النضال ضد الإمبريالية، فربما يمكنني التفكير في أن أصبح عضواً. من المؤسف أن السويد ساهمت مع جحافل الإمبريالية في تدمير العديد من الأوابد التاريخية في أكثر من منطقة، المناطق التي نشأت فيها حضارتنا ذات يوم!

أتمنى لك الصحة والنجاح في تحويل حزبك إلى بيت سلام).

العدد 1102 - 03/4/2024