العربدة الإسرائيلية تستمر وسط صمت أوربي مريب!

كتب الصحفي السويدي پاتريك پاولوڤ، يوم الأربعاء 29/12/2021، مقالة ننشر مقتطفات لأهم ما جاء فيها*:

قصفت إسرائيل الليلة الماضية (28/12/2020) ميناء مدينة اللاذقية السورية على البحر الأبيض المتوسط. وهذه ليست المرة الأولى، فقد قامت إسرائيل باعتداء سابق على هذا الميناء في 7 كانون الأول (ديسمبر).

يعتبر ميناء اللاذقية أكبر ميناء سوري وحيوي لاستيراد المواد الغذائية والأدوية وجميع البضائع المستوردة الأخرى الملحة التي يحتاجها السكان، ألحقت هذه الانفجارات القوية أضراراً بمنازل ومتاجر ومستشفى قريب.

أثناء هجوم 7 كانون الأول (ديسمبر)، الذي أشرنا إليه، احترقت حاويات الطعام، من بين أمور أخرى. لا أعرف ما الذي احترق هذه المرة.

ما أعرفه هو أنه وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، فإن قصف دول أخرى يعتبر جريمة، وعلى الرغم من ذلك، التزم العالم الخارجي الصمت. لا آن ليند (وزيرة خارجية السويد) ولا سياسيون آخرون في الغرب يدينون هذا الاعتداء. يبدو الأمر كما لو أنه من المقبول تماماً أن تهاجم إسرائيل ميناءً مدنياً في دولة مجاورة!

إن الهجمات على اللاذقية هذا الشهر مأساوية، وليست ظاهرة جديدة، فقد تصرفت إسرائيل على هذا النحو لمدة تسع سنوات.

خلال هجوم أيار (مايو) 2013 كتب كارل بيلدت، الذي كان وزيراً للخارجية السويدية ما يلي على (تويتر): (لا شك في أن الهجوم الإسرائيلي يزيد من تعقيد الوضع في سورية والمنطقة. مخاطر جديدة آخذة في الظهور).

تعليق بيلدت هذا يلخص الموقف العام في السويد وبقية العالم الغربي، فيما يتعلق بالقصف الإسرائيلي، إذ يُنظر إليه في أحسن الأحوال على أنه مقلق! لم يؤكد أي حزب سياسي في البرلمان السويدي، ولا أيّ معلق سياسي بارز، حسب علمنا، أن إسرائيل شنّت هجوماً مسلّحاً على دولة مجاورة، ما يعني أنها انتهكت ميثاق الأمم المتحدة.

في هذا الصدد، لا يهم ما إذا كانت مزاعم إسرائيل حول ما قصفوه صحيحة أم خاطئة. حتى لو كان الأمر يتعلق بتسليح حزب الله، وحتى لو كان يتعلق بالمنشآت العسكرية الإيرانية في سورية، فلا يحق لإسرائيل مهاجمة الأراضي السورية.  سورية مثل كل الدول لها الحق في التعاون مع من تريد.

ماذا سيقول كارل بيلدت، أو مارغوت والستروم، لو كانت سورية هي المعتدية؟ ماذا كانوا سيقولون لو أن سورية أرسلت طائراتها الحربية عبر الحدود لقصف ما تعتبره منشآت عسكرية معادية في تركيا أو الأردن أو إسرائيل؟!

الهجمات العسكرية المباشرة ليست سوى جانب واحد من تورّط إسرائيل في الحرب. في مقابلة مع صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية في 13 كانون الثاني (يناير) 2019، أقرّ غادي إيزنكوت (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته)، أن إسرائيل، إضافة إلى (آلاف التفجيرات) في السنوات الأخيرة، (زودت الجماعات السورية المقاتلة بالمعلومات وبالأسلحة).

*نقلها إلى العربية ووضع لها العنوان: طلال الإمام.

 

.. رابطة المغتربين السوريين في السويد تدين وتستنكر

إن رابطة المغتربين السوريين في السويد تدين وتستنكر هذا الهجوم الإرهابي الصهيوني، المدعوم أمريكياً وأطلسياً، على ميناء اللاذقية، الشريان الدولي لإيصال المساعدات إلى سورية، ومن حقنا أن نتساءل: أين دور الحلفاء والأصدقاء، وهم على بعد أمتار من مكان الجريمة؟!

كما نستنكر الدور السلبي للإعلام السويدي، ونُشيد بدور الحزب الشيوعي السويدي بنشر الحقيقة بقلم الإعلامي باتريك باولوف.

رغم الجراح والنزيف والوجع: سورية لن تركع!

العدد 1104 - 24/4/2024