نتيجة غير مفاجئة!

طلال الإمام_ ستوكهولم:

صرح المبعوث الدولي الخاص إلى سورية غير بيدرسون في اختتام الجولة السادسة للجنة الدستورية: (إن الجولة انتهت بخيبة أمل).. دون ان يحدد أي موعد للجولة المقبلة.

اصدقكم القول إن هذه النتيجة لم تكن مفاجئة لي، وراودتني منذ بدء الحديث عن تحديد موعد انعقاد الجولة السادسة على ضفاف بحيرة جنيف أي منذ عدة أسابيع. وذلك رغم أن بعض المحللين كانوا متفائلين ويبشرون بنجاحها. نعم، توقعت سلفاً أن مصير هذا الجولة لن يكون أفضل من مصير الجولات الخمس الماضية. وتحدثت بهواجسي لعدد من الأصدقاء. لكنني أحجمت عن كتابتها ونشرها منعاً للالتباس أو لتفسير رؤيتي بغير ما ترمي إليه.

أعتقد أن الجولات والاجتماعات، ولو بلغت مئة، إذا عقدت بالشكل الذي هي عليه الآن، لن تفضي إلى النتائج التي ينتظرها السوريون، ولا إلى بدء وضع حد لمآسي السوريين والظروف المعيشية الكارثية التي يمرون بها بفعل الإرهاب، والحصار والفساد.

لماذا نقول ذلك؟

أولاً- الظروف التي تم فيها تشكيل لجنة الدستور بعد لقاء سوتشي تغيّرت عالمياً، وإقليمياً ومحلياً. وبما أن الظروف تغيرت أو تتغير كان من المفروض أن ينعكس ذلك على تركيبة اللجنة نفسها، إذا كنا نريد لها أن تثمر. إذ لا يمكن مواجهة المستجدات والتحديات الجديدة بأدوات قديمة فرضتها ظروف لم تعد موجودة وربما كانت في ذلك الوقت خطوة نحو الأمام.

كان من الضروري أخذ المعطيات والمتغيرات الجديدة على الارض، مثلاً من حيث توسيع قوام المشاركين في اللجنة الدستورية، لتضم قوى وشخصيات فاعلة داخل الوطن وخارجه ليس لها ارتباطات أو أجندات خارجية، ونقل عملها واجتماعاتها إلى دمشق من أجل حوار سوري سوري حقيقي، ولم يتحقق ذلك.

ثانياً – جرت وتجري تغييرات جوهرية على المستويين الإقليمي والعالمي: انفتاح عربي ودولي على الدولة السورية، انكفاء المشروع الأمريكي وتوجّهه نحو أفغانستان والحدود الروسية لأسباب ليست خافية على أحد. هذا يعني أن أدوات المشروع أقصد بعض المعارضات فقدت دعمها وتمويلها وصار (ظهرها للحائط). لذلك ستسعى كي لا يخرج الاجتماع بنتائج ملموسة على طريق الحل السياسي الشامل، المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى.

ثالثاً- الأوراق التي كانت بيد بعض أطراف أعضاء اللجنة الدستورية فُقدت، بسبب التغييرات الجارية على الأرض من جنوب الوطن إلى شماله، لصالح وحدة الاراضي السورية وطرد الإرهاب.

نعم، الحل السياسي مطلوب، الحوار مطلوب، الخروج من عنق الزجاجة مطلوب، من أجل المواطن السوري الذي يطحنه الواقع المعيشي المأساوي، من اجل وحدة سورية وطرد القوات الأمريكية والتركية المحتلة وحواريهم وطرد جميع الإرهابيين، لكن كيف؟ ذلك هو السؤال.

كنا تمنى أن تخرج الجولة السادسة بنتيجة أو نتائج إيجابية لصالح الحل السياسي الشامل ولصالح سورية والسوريين، ولم يحصل ذلك.

تُرى ألم يحن الوقت لعقد مؤتمر وطني عام في سورية لجميع القوى والشخصيات المؤمنة بسورية موحدة، مدنية، علمانية، لوضع أسس الحل السياسي وشكله.

نعم، لم يفاجئني هذا الفشل المؤسف، وأكرّر لو عقدت مئة جولة أخرى بهذا الشكل والمضمون فلن يكون مصيرها أفضل من مصير الجولات الست.

العدد 1104 - 24/4/2024