في سبيل تعزيز التبادل والتفاهم.. جلسة حوارية مع الشيوعي الصيني

عقدت دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني جلسة حوارية مع ممثلي المنظمات الشبابية السياسية العربية بتاريج 27/9/2021. وذلك في سبيل تعزيز التبادل والتفاهم بين الحزب الشيوعي الصيني وشباب الدول العربية، ولقد مثّل حزبنا الشيوعي السوري الموحد الرفيق سامي أبو عاصي، وألقى الكلمة التالية:

 

الرفاق في دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني..

الرفاق ممثلو الأحزاب والمنظمات السياسية العربية..

تحية لكم جميعاً

يسعدني ويشرفني أن أشارك معكم في هذه الجلسة، مُمثّلاً للحزب الشيوعي السوري الموحد.

أيها الرفاق: إن المناسبة التي تقام في إطارها ندوتنا اليوم، وهي الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، تحثنا على طرح الأسئلة، والتمعّن أكثر في هذه التجربة الطويلة التي خاضها الحزب الشيوعي الصيني حتى مكّنته من أن يتبوأ هذا الدور القيادي على مستوى البلاد، ويجعل الصين إحدى أهم الدول المؤثرة في موازين القوى الدولية.

لقد أعقب انهيار المعسكر الاشتراكي في بداية التسعينات مرحلة سادت فيها سيطرة ووحدانية القطب الأمريكي على العالم، وانتشرت رؤى تعلن انتهاء التاريخ بسيطرة الرأسمالية وانتهاء الحلم بإقامة المجتمع الاشتراكي. ولكن نهوض الصين بَدّدَ كل هذه الأوهام، وأثبت للعالم إن الحلم الاشتراكي ما زال قابلاً للتحقيق، وأنه يستحق النضال من أجله، وذلك ما أقره المؤتمر الثامن عسر للحزب الشيوعي الصيني بالسعي لإقامة مستقبل مشترك للبشرية.

أيها الرفاق

إننا نُقَيِّم هذا اللقاء عالياً، فمن المهم جداً للقوى السياسية العربية أن تتشارك وتتعاون وتتبادل وجهات النظر حول سُبل النهوض ببلداننا، والاستفادة من تجربة التنين الصيني. إن التنسيق فيما بيننا أمر ضروري لمواجهة الأخطار الكبرى التي تهدد مستقبل شعوبنا، ذلك أن الدول الإمبريالية، وكما استنتنج لينين سابقاً، تسعى لأن تجد أو تصطنع عدواً دائماً لمحاربته، وما المعاهدة التي وَقَعْت مؤخراُ بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إلا دليل واضح وصريح على السياسة العدوانية لهذه الدول، وسعيها لفرض سيطرتها خارج حدودها الجغرافية.

إن منظماتنا الشبابية العربية يقع عليها العبء الأكبر في تنشئة الجيل الصاعد وتهيئته لملاقاة مهام الغد، والانفتاح على كل ما هو جديد، والخروج من حالة الانغلاق، والسعي لمواكبة منجزات العلم. وكما قال الرئيس شي جين بينغ منذ عدة أيام مُخاطباً الشباب الصينين إن عليكم أن تكونوا مستعدين جيداً للانضمام الى القضية الاشتراكية وأن تصبحوا أفراداً ذوي قيمة للمجتمع.

أيها الرفاق

الشباب الشيوعيون في سورية يناضلون من أجل قيام الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية، ومن أجل صون وحدة البلاد أرضاً وشعباً، وتحقيق التنمية العادلة والمتوازنة، ولكن ذلك لن يتحقق قبل أن يعّم السلام أنحاء بلادنا، وتبدأ عملية إعادة الاعمار، وتعود عجلة الاقتصاد إلى حركتها، والحياة إلى طبيعتها، وترفع العقوبات الأمريكية الخانقة على شعبنا. لأن هذا الحصار يمنع وصول الدواء والغذاء لأبناء شعبنا، ويزيد من مأساتهم ومعاناتهم.

مرة أخرى كل المحبة للشعب الصيني، وكل التقدير والمجد للحزب الشيوعي الصيني.

وشكراً لإصغائكم.

العدد 1104 - 24/4/2024