بلدة بدّا بريف دمشق.. الخدمات المفقودة قد تؤدي لوأدها
المجلس البلدي: لدينا مشاريع للنهوض بالواقع الخدمي.. ولكن!
شام علي جوريّة:
تعيش بلدة بدّا في ريف دمشق واقعاً خدمياً سيئاً، حسب ما وصفهُ بعض سكان البلدة، فقد بلغت معاناة الأهالي ذروتها بعد طول انتظار لوصول الخدمات الأساسية إلى بلدتهم، وبضمنها تمديدات الصرف الصحي الذي يعتبر من أهم وأبسط حقوقهم الخدمية، فالأهالي يعتمدون على الحفر الفنية لتصريف مياه الصرف الصحي، ولكنهم ضاقوا ذرعاً مع وصول الحال إلى فقدان شابين حياتهم إثر سقوطهما في إحدى الحفر أثناء تنظيفها، مناشدين المعنيين وكل من يستطيع مساعدتهم لتخليصهم من هذه المعاناة، إضافة إلى ما تُشكّلهُ هذه المياه الآسنة من خطر على حياة السكان وتحديداً الأطفال، لأنها مبعث للجراثيم والأوبئة، خاصة في ظل ما يعيشه العالم من تهديد فيروس كورونا لحياة ملايين السكان.
الإسفلت أبيض أم أسود؟
طرقات بعض أحياء بلدة بدّا لم تعرف الإسفلت نهائياً، فهي ترابية وغير معبّدة، ومع كل فصل شتاء يُعاني السُّكان ما يعانونه في الوصول إلى أعمالهم، والطلاب المتجهون إلى مدارسهم، فأغلب أيام الشتاء يُحرم هؤلاء من الخروج إلى أعمالهم ودروسهم بسبب الوحل الناجم عن الأمطار الغزيرة، لأن المنطقة التي تقع فيها البلدة جبلية.
لا خدمات بلا مخطط
مطالب الأهالي دائماً ما تصطدم بعائق لا مفر منه: (منطقتكم خارج المخطط التنظيمي)، فتحولت مطالبات السكان لتشميلهم بالمخطط كي يحصلوا على حقوقهم الخدمية المشروعة والتي تعتبر في جميع دول العالم من أساسيات الحياة.
هذه المطالب والشكاوى أوصلناها إلى رئيس مجلس بلدية بدّا محمد بركات، الذي أوضح أنهُ على إطلاع بهذه الشكاوى، وأن المجلس يبذل جهداً للتغلب على كل هذه المشاكل، ويسعي للنهوض بالواقع الخدمي.
وحول موضوع الصرف قال بركات إن (الصرف الصحّي في المخطط التنظيمي جيّد، ولكن يوجد منازل خارج المخطط في الأراضي الزراعية، متناثرة أو متباعدة عن بعضها ولا يمكن تخديمها في الوقت الحالي لعدم وجود إمكانيات في المجلس، ولا يسمح لنا بتنفيذها خارج المخطط).
أما بالنسبة لمياه الشرب، فأكد بركات أن (المجلس شكّل لجنة مؤلّفة من عضو المجلس والفرقة الحزبية ومشايخ البلدة للإشراف على توزيع المياه وفق جدول موزع على المراقبين)، مشيراً إلى أنه (عُقد اجتماع مع محافظ ريف دمشق، ومدير الموارد المائية، ومدير مؤسسة المياه في دمشق وريفها، وجرت مخاطبة وزارة الكهرباء لدراسة خط كهربائي يعفي آبار مشروع بدّا لمياه الشرب من التقنين وتزويدها بكميات مازوت، وما زلنا ننتظر النتائج).
وحول طرقات البلدة وما تعانيه من غياب للإسفلت في بعضها وكثرة الحفر والتكسرات فيها، أكد بركات أن لديهم مشروع صيانة قيد التصديق والإعلان بالمحافظة، سيبصر النور قريباً).
وفيما يتعلق بموضوع النظافة أكد أنه (حسب توجيهات المحافظة فإن موضوع النظافة خط أحمر)، مضيفاً أنه (لدينا متعهد لكنس القمامة وجمعها وترحيلها يومياً من البلدة).
وأما عن خطة النصف الثاني من العام 2021 فقال بركات إنه (لدنيا مشروع تعبيد وتزفيت لطريقين في البلدة قيد التصديق بالوزارة، ولدينا مشروع صرف صحي في بعض أحياء البلدة، إضافة إلى مشروع صيانة زفتية لكل الطرقات بالبلدة وهو قيد التصديق).
في الختام ووفق المنطق، فإن ما قالهُ رئيس بلدية بدّا هو بمثابة وعد للسكان بأن الواقع الخدمي سيتحسن في الفترة المقبلة، وهو ما سنتابعُه في تقارير لاحقة، لعل هذه الآمال تتحول لواقع حقيقي ويحصل السكان على حقوقهم المشروعة.