ظلم وظلام .. ببيلا والكهرباء

شام علي جورية:

سنوات أربع مرّت على تحرير بلدات جنوب دمشق.. تصريحات رنّانة أُطلقت حينذاك بتحسين الواقع الخدمي.. زيارات المعنيين لهذه البلدات كانت كثيرة، أحيت الأمل في نفوس الأهالي، ولكن الأمل تحول إلى ألم بعد أن عادوا على منازلهم ولم يجدوا ما وُعدوا به.

اليوم، بعد هذه السنوات الطويلة، المشهد ذاته لم يتغير وتحديداً في بلدة ببّيلا، التي تعيش واقعاً خدمياً سيئاً وفق ما وصفه السكان، فالكهرباء معدومة والمياه مرتبطة بها، وبالتالي لا كهرباء ولا ماء، وإن حصل أن شاهد أهالي البلدة الكهرباء فإنها لا تدوم سوى دقائق معدودة، كل 16 ساعة.

 

الظلام أعمى قلوبنا

يصف سكان وأهالي ببيلا معاناتهم مع وضع الكهرباء، بأنهم يعيشون في العصر الحجري أو في زمان أهل الكهف، فهم يمُارسون حياتهم اليوميّة بتسليم أن الكهرباء هجرتهم إلى الأبد، وكل الأجهزة المنزلية التي تعمل على الكهرباء تحوّلت إلى تحف، تذكّرهم بأنه كان هناك كهرباء في زمان ما. بعض السكان أكدوا أنهم لم يتركوا جهداً ولا وسيلة لإيصال شكواهم ولكن دون جدوى، زياراتهم المتكررة لمدير مؤسسة الكهرباء في ريف دمشق لم تنفع، واتصالاتهم المتواصلة لم تحقق أي نتيجة، لأن التبريرات واحدة، أن حصة الريف من الكهرباء 5 ساعات قطع، وساعة واحدة مع كهرباء، ولكن الأمر الذي لم يأخذه السيد مدير المؤسسة على محمل الجد هو أن قطع الكهرباء على أرض الواقع يتجاوز عشر ساعات وأحياناً خمس عشرة ساعة، وتصل الكهرباء نصف ساعة أو أقل.

 

الظلّم أخرجنا عن طاعتنا

على بعد أمتار أو يكاد يكون ملاصقاً لهم.. مشروع الأندلس السكني، الذي يشهد واقعاً كهربائياً جيداً، بل ويضاهي أرقى مناطق العاصمة، وعند طرح المقارنة بين وضعه الخدمي والوضع في ببيلا مع أي طرف مسؤول يكون الرد بأن خدمات هذا المشروع من اختصاص محافظة دمشق رغم تبعيته لناحية ببيلا وبالتالي لمحافظة ريف دمشق!

 

وجعلنا من الماء فرصة للاستغلال

المياه عصب الحياة، أو سرّ هذه الحياة، ولكن كيف يعيش أهالي ببيلا بلا هذه الحياة التي يتحدث عنها الجميع؟ الجواب كما قاله الأهالي هو عن طريق التعبئة من الصهاريج واستغلال حاجتهم للمياه ورفع أسعارها، فالعائلة الواحدة بحاجة إلى أكثر من 75 ألف ليرة سورية شهرياً لسد حاجتها من المياه (مياه الغسيل)، اما مياه الشرب فتحتاج إلى راتب موظف للحصول عليها. بعض السكان وجهوا اتهامات بتعامل واتفاق بعض أصحاب الصهاريج مع أشخاص معيّنين، بما يسهم في زيادة معاناة السكان مع المياه، وهم يرفعون الأسعار ويستغلون حاجة الناس، ويحققون أرباحهم على حساب حياة السكان وحقوقهم المشروعة في جميع الأديان والشرائع وكذلك القانون.

هذه أهم مطالب الأهالي طرحناها بإيجاز، ولم نتطرق في هذا التقرير إلى الوضع الخدمي من ناحية النظافة والطرقات المحفرة، وكذلك الأنقاض ومخلفات الحرب التي لا تزال ماثلة في بعض الأحياء في البلدة دون أي تحرك من البلدية أو المعنيين.

العدد 1102 - 03/4/2024