معاناة المواطنين في مدينة مصياف بين الكهرباء والماء

علي شوكت:

بين ٣٠ آب و٣ أيلول الجاري ٢٠٢١ نشرت الشركة العامة لكهرباء محافظة حماه على صفحتها الرسمية، أنها أنهت أعمال الصيانة والتأهيل في محطة تحويل كهرباء مصياف، كما أنهت المرحلة الأخيرة من مد كابل توتر متوسط بطول ٤٥٠ م، وقامت بتغذية آبار مياه الشرب بمد خطوط توتر معفى من التقنين، ووضعه في الخدمة لتغذية كلٍّ من آبار دوار ربعو، دوار المواصلات، دوار المشفى الوطني.

تفاءل المواطنون خيراً بعد عدة أشهر من المعاناة ومن شراء صهاريج المياه، التي باتت أجورها تثقل كاهل المواطنين. خاصة بعد أن ارتفع سعر ليتر البنزين والمازوت المدعوم وزاد سعرهما في السوق السوداء ليصل إلى ما بين ٤٥٠٠ و٥٠٠٠ ل. س لليتر الواحد من البنزين، و٣٠٠٠ إلى ٣٥٠٠ ل. س لليتر المازوت. ووصل سعر صهريج الماء (سعة خمسة براميل) إلى أكثر من ١٢٠٠٠ ل. س.

للأسف الشديد، بعد كل العناء والتعب والجهد الذي بذله عمال شركة الكهرباء، وصرف مبالغ هائلة على أعمال الصيانة ومدّ الخطوط تجاوزت ٣٠٠ مليون ليرة سورية، لم يشعر المواطن بأي تحسن يذكر، بل زاد الوضع سوءاً وتدهوراً، إذ تتجاوز ساعات التقنين ٦ ساعات فصل وساعة واحدة وصل، متضمنة انقطاعات متكررة ومفاجئة، إضافة إلى الأعطال، فتتجاوز ساعات الفصل أكثر من ١٣ ساعة.

وبما أن هناك علاقة ترابط بين الكهرباء والماء عبر المؤسستين، بات المواطنون يشعرون أن وراء الأكمة ما وراءها. فهم مازالوا دون كهرباء ودون ماء، ومخصصاتهم طالتها يد الفساد والمحسوبيات. وباتت الشكاوى للمؤسستين المذكورتين لا تعد ولا تحصى.

وكأن هناك من يريد استغلال حاجتهم واستفزازهم والتلاعب بمشاعرهم كما يتلاعبون بجيوبهم.

فمضخات المياه لا تعمل دون كهرباء، وخطوط المياه لا تضغط بالشكل الكافي لتصل إلى منازل المواطنين. كما أن صمامات المياه في الأحياء لا تُفتح بشكل كامل. وأصحاب الصهاريج يسرحون ويمرحون في شوارع المدينة لملء خزانات المواطنين دون حسيب أو رقيب أو معرفة مصدر المياه. ويكون المواطن مرغماً على شراء المياه بالأسعار التي يحددها أصحاب الصهاريج على أمزجتهم وما يرونه مناسباً لتغطية أرباحهم ونفقات شركائهم من الفاسدين، حسب قول معظم المواطنين الذين باتوا يرون بشكل واضح لا يرقى إليه الشك أن هناك تواطؤاً ما في مكانٍ ما، ما بين أصحاب الصهاريج وبعض من تسول لهم نفوسهم التسلط على رقاب المواطنين وحقوقهم. وبات حال المواطن كالمستجير من الرمضاء بالنار.

18/9/2021

العدد 1102 - 03/4/2024