بلا عنوان

رمضان إبراهيم:

تساءلت كثيراً كيف يكون العشق دون أن أسمح لنفسي به إلا معك؟!

كنت أظن أنني أتمنى، لكني متأكد أني في حيرة بين الشوق والعشق، فكل الذين اشتقت إليهم كنت مطمئناً لوجودهم، أفكر فيهم للحظة قادمة أولئك الذين لم أعترف أني أحبهم.

إلا أنتِ.. اعترفت لنفسي ذات سهرة صارخة صادمة لامسنا فيها رداء الفجر الوردي أني أحببتك، بعد أن حاولت أن أحدد تماماً ما أنت عندي، وهل ما أشعر به هو الاحترام أو التقدير أو المودة أو الإعجاب.. وكيف أني أسعى لتكوني راضية مبتسمة؟

كنت أشعر بالمسؤولية تجاهك.. تخيّلي ذلك!؟ المسؤولية.. هه.. حقاً بعد أن اعترفت لنفسي ثم لكِ أني أحبّك، لذا يجتاحني كل هذا الشوق الآن!!

والآن أشعر بلهيب خفيف في قلبي عندما تمر ابتسامتك في بالي.. صورتك وأنت تفتحين الباب.. عيناكِ الحارقتان.. وأنت تجلسين على الكرسي بزاوية لا أراكِ منها إلا حين أتقصد النظر اليك.

سعادتنا عندما تحقق لنا ما خططنا له.. إذاً سنذهب معاً إلى المدينة.. سنكون معاً لا يفصلنا إلا نظرات تائهة في كل الاتجاهات.. تهربين من فوضوية عيوني، فألتقط يدك، أداعب أصابعك الجميلة، وأنحني على شامة صغيرة بحجم الكون لألثمها بلطف.

تسحبين يدك وقد تورّدت وجنتاكِ وتفتّح عطر خفيف على خصلات شعرك المتطاير مع النسمات التي تدخل من نافذة السيارة. نظرتك الساحرة تمر في بالي وأتمنى أن ألتقطها ذات حنين.

يدك النحيلة قليلاً التي وضعتِها في يدي تحتل خيالي، وأتمنى أن أصافحها الآن.. أن ألثمها مرّات ومرات. أتمناها بطريقة تشعل ذلك اللهيب في داخلي..

إذاً، هل الشوق يدفعني للتمني؟ ام إنه ذاك اللهيب.. ام إنه الصور تفرض نفسها بتدافع أشبه باندلاق الماء الذي لا يمكن ردّه؟

ربما الشوق هو إدراكنا لعجزنا عن تحقيق الأمنية؟

لا يهمّ.. ليتكِ هنا الآن.. يلامس رداؤك حافة كأسي.. هل هو العشق يعربش على حافة النشوة!؟

ربما.. كل ما أنا متأكد منه الآن أنني أشتاق أن أمسك يدكِ وأنت تنظرين إليّ كإله.

 

العدد 1104 - 24/4/2024