في السيناريوهات الأمريكية البديلة.. نمتلك أدوات المقاومة

كتب رئيس التحرير:

لن نضيف جديداً إلى الحقائق التي أصبحت معروفة لدى الجميع: فعلى مدى سنوات عشر، وضعت الإدارة الأمريكية ثقلها السياسي والعسكري والاستخباراتي واللوجستي في خدمة الغزو الإرهابي لسورية، لكن صمود السوريين خلف جيشهم الوطني الباسل، وتضحياتهم التي أصبحت شواهد جديدة على وفاء الشعب السوري لانتمائه إلى وطن الياسمين، أفشلت الغزو الإرهابي، وأحبطت مخطط داعميه، واستعاد الجيش السوري معظم الأرض السورية، في الوقت الذي أخرج فيه (المطبخ) الأمريكي السيناريوهات البديلة.. لحروب جديدة ولضغوط تشبه الحروب.

الأمريكيون لن يخرجوا من سورية دون ثمن، هذا ما تؤكده السياسات المتبعة إزاء الملف السوري، أما التحركات المكشوفة حيناً، والمبطنة حيناً آخر، فتدلّ على الثمن الذي تسعى إليه الإدارة الأمريكية اليوم: إنه تنازل السوريين عن ثوابتهم الوطنية المتمثلة في السيادة، ووحدة الأرض والشعب، ومباركة الاستباحة الصهيونية للمنطقة بأسرها.

هذه السياسات والتحركات ظهرت: في قوانين العقوبات والحصار، وفي محاولات تشكيل إرهابيين (معتدلين)، وفي عرقلة جهود التسوية السلمية للأزمة السورية، وفي استمالة هذا الفصيل من السوريين أو ذاك، في ترتيب توترات وإعادة إحياء اشتباكات عسكرية هنا وهناك، في تحفيز من يحلمون بتقسيم سورية، في تشجيع الكيان الصهيوني على الدخول كطرف أكثر فاعلية في الملف السوري، في (توريق) الأزمة وخلق أطراف جديدة بهدف استحالة التوفيق بين مصالح هذه الأطراف، في إدامة التوتر العسكري واستنزف القدرات السورية، في خنق الاقتصاد السوري ودفع المواطنين السوريين إلى أوضاع معيشية مأساوية تهدد استمرار صمودهم خلف جيشهم الوطني.

لن نكرر ما كتبناه مراراً على صفحات (النور)، ولن نؤكد ما أكده حزبنا الشيوعي السوري الموحد في وثائقه وفي سياق نضاله المستمر من أجل تصليب الصمود السوري، لكننا ندعو الجميع إلى تهيئة متاريس المقاومة للسيناريوهات الأمريكية الجديدة:

1- التمسك بالثوابت الوطنية السورية: السيادة ووحدة الأرض والشعب.

2- مقاومة الاحتلال الصهيوني والتركي والأمريكي دون هوادة، وتحرير كل شبر من الأرض السورية.

3- جمع كل السوريين بجميع أطيافهم السياسية والاجتماعية والإثنية عبر حوار وطني شامل، للتوافق على مقاومة الاحتلال ورسم مستقبل سورية الديمقراطي، العلماني، الذي يضم الجميع.

4- تركيز الاهتمام الحكومي- وإبراز ذلك في بيان الحكومة أمام مجلس الشعب- على تخفيف الأعباء المعيشية التي آلمت المواطنين السوريين، وزيادة الدعم الاجتماعي للفئات الفقيرة.

5- التخلص من المظاهر التي تؤذي مشاعر المواطنين وتهدد أمنهم وتماسكهم، وبسط سلطة الدولة وقوانينها.

6- مكافحة الفساد، ولجم المتكسبين من استمرار معاناة المواطنين السوريين.

سورية كانت عصية على الاستباحة الإرهابية، فلنعمل معاً كي تبقى عصية على أخذها من الداخل.

إنها مهمة الجميع.

 

العدد 1102 - 03/4/2024