إنتاجنا الزراعي في خطر.. فهل تسمعون!؟

رمضان إبراهيم:

يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع خلال جولاتنا المتنوعة من المواطنين الحديث عن الوضع المأساوي لهم، في ظل استمرار الأزمات التي عجزت الحكومات المتعاقبة عن إيجاد الحلول لها.

ولكن الأخطر هو ما وصل إليه القطاع الزراعي وهو السند الحقيقي للإنتاج الوطني.

إن ما شهده ويشهده إنتاجنا الزراعي من تراجع وتدهور مخيف، سيجعل بلدنا خلال بضع سنوات بلداً مستورداً لكل موادنا الغذائية من خضار وفواكه، إضافة إلى ما بات يستورده من قمح وقطن وغيرهما.

وإننا اليوم إذ نتحدث بلسان كل فلاح على امتداد ساحة الوطن، لم نطلق صرختنا هذه من فراغ، إنما نطلقها بناء على العقبات والعراقيل التي تواجه العاملين في القطاع الزراعي وخاصة خلال الفترة الأخيرة، لأسباب مختلفة بعضها يتعلق بقانون قيصر سيئ الذكر هو ومن أصدره، وبعضها الآخر يتعلق بسوء أداء المعنيين بزيادة الإنتاج من كل النواحي، وهنا مربط الفرس كما يقال.

وضمن إطار ما تقدم وغيره أقول إن معظم ما نقرأه من تصريحات على لسان المعنيين في الحكومة حول ضرورة دعم المنتجين من خلال توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي في الوقت المناسب وبأسعار مقبولة، ليس له أي آثار تذكر على أرض الواقع، وهكذا بالنسبة لموضوع التسويق والتسعير ودعم التصدير، فمازالت آليات العمل والمتابعة المتعلقة به على حالها من السوء والترهل وعدم الإنتاجية المطلوبة، وأعتقد أن التوصيات والمقترحات التي خلص إليها المؤتمر الزراعي مازالت تنتظر من ينفذها أو أنها ستبقى كغيرها حبيسة الأدراج.

إن عدم تأمين الأسمدة للفلاح في الوقت والسعر المناسبين، وعدم تأمين المياه لري أرضه وعدم تأمين المازوت للآلات والمعدات والآليات التي يستخدمها في الزراعة، بحجة أن هناك أولويات أخرى تتقدم عليها، وعدم تناسب أسعار إنتاجه عند تسويقه من قبل الدولة أو غيرها مع التكاليف الحقيقية، وخسارة الأسواق الخارجية التي كانت تستقبل فائض إنتاجه بسبب منع تصدير بعض المواد، وزيادة تقنين الكهرباء والمياه عنه بشكل غير مسبوق، وارتفاع تكاليف معيشته وحياته وصحته بشكل يفوق طاقته بكثير و..إلخ كلها عوامل تضغط عليه وعلى كل أقرانه من الفلاحين وتشل قدرتهم على الاستمرار في الزراعة والإنتاج، وتؤدي يوماً بعد يوم إلى نتائج لا تحمد عقباها، ستؤدي قولاً وفعلاً للتوقف عن الإنتاج أو التراجع عنه، وهذا سيؤدي إلى نتائج كارثية على الوطن والمواطن للأسف! فهل ستتنبه الحكومة المتجددة لهذا الواقع الذي ينذر بالأخطر!؟

أتمنى ذلك علماً أنني في كل مرة أتواصل مع السيد وزير الزراعة يضمحل الأمل بإمكانية التغلب على الصعوبات والمعوقات التي ذكرتها سابقاً.. اللهم نجنا مما نخاف منه فلم يبق لنا إلا الدعاء.. وسامحونا!

 

العدد 1104 - 24/4/2024