بلا عنوان

رمضان إبراهيم:

فجأة انتهى كل شيء.. لم يكن يريد نهاية كهذه. أقفل أبواب عطرها غير آبه بكل ما ستحمله الريح من أوجاع وعويل.

عندما لملم فصول ذكرياته وجردها من ساعات الانتظار وكل عبارات العشق والسعادة لم يكن يبالي بما سيعترضه على رصيف الوحدة والانفراد.

هز رأسه مع سقوط أول قطرات الشتاء، ثم رمق السماء المليئة بغيوم داكنة وهمس في سره:

هو الشتاء.. يأتينا بكل ما يملك من برد وبلل وهواء شرقي لا يرحم.

مشى عدة خطوات باتجاه المقبرة.. توقف بما يكفي لقراءة الفاتحة قرب قبر والده، ثم جثا على ركبتيه محاولاً استحضار كلمات والده في يوم زفافه.

هز رأسه ثانية بعد أن توالت حبيبات المطر بالهطول عليه بينما كانت الأرض تطلق موجات عطرها، بعد أن تشرّب التراب حبيبات المطر المتساقط.

نهض وعاد باتجاه الحي، فيما بدأت السماء تسفر عن صدرها وهي تتخلص من الغيوم رويداً رويداً.

قالت قطرات المطر:

امنح الحياة لكل العابرين.

قالت المقبرة:

ستعودون إلى حضني فأنا أمكم الأبدية.

قالت الحياة:

حيث يكون الحب يجب أن أكون.. وانتهت الحكاية.

العدد 1102 - 03/4/2024