بدائل لتستمر الحياة
وعد حسون نصر:
حياتنا نحن الشعب السوري تقوم على إيجاد بدائل متجدّدة (إعادة تدوير) ابتداء من الملابس حتى الطاقة المتجدّدة، وكذلك الأطعمة. كثير من السوريين وخاصة في سنوات الحرب والحصار والوباء، وحتى قبلها بسبب الوضع المادي الجائر عليهم، يقومون بإعادة تدوير لمختلف الاحتياجات (مثل الملابس والعمل عليها من تصغير أو تكبير، أو إعادة تصنيعها من جديد)، الكثير منا يُجفّف الأطعمة لتكون مؤونة الشتاء أو العكس، يُفرّز بعض الأطعمة والفاكهة لتكون قوت الشتاء وحلاوته، في بلادي كل شيء له فائدة حتى الأواني القديمة باتت أدوات للزينة أو أصيص زهر أو حتى مصباح إنارة إذا كانت من الزجاج. أيضاً العفش القديم يمكن أن نُعيد صناعته وتجديده ليبدو أكثر أناقة، أي باختصار نحن شعب قادر على إعادة تدوير الأشياء لتلائم حاجتنا، فلماذا لا نلجأ للتدوير في حاجات أخرى مثل الطاقة، كأن نحول الطاقة الحركية في الرياح لطاقة كهربائية وخاصةً أننا نمتلك مناخاً مُتعدّد الطاقات، فلدينا الرياح ولدينا الشمس ولدينا البحر بأمواجه، فنحن نتمتّع بفتحات للرياح مثل فتحة حمص التي باستطاعتها أن تولد كهرباء بآلاف الميغاواط، فلمَ لا نستغل الحاجة الماسة إلى الكهرباء بالانتقال إلى البديل. أيضاً لدينا الطاقة البشرية بخبراتها وثقافتها وأوج شبابها وعطائها بجانبها المناخ المساعد لنا بتقلباته، من هنا يمكن أن نرتقي نحو الأفضل، فبدل أن نغرق في ظلام جهلنا وكل أوقات أيامنا، لمَ لا نُنير بنور أفكارنا وبراعة اختراعاتنا بلدنا، سورية بلد غني بأفكار ناسه وإبداعاتهم، غني بتأقلم فئات الشعب مع ظروفهم، بلد بهذه المواصفات لماذا لا نجعله مثمراً من كل النواحي وخاصة من الناحية الصناعية وعائداتها على الاقتصاد لنحقق الاكتفاء الذاتي الذي يعوّضنا عن حصار الغرب وسلبياته على الشعب السوري. حتى الفيول يمكن أن نجد له البديل، فما دمنا تمكّنا من إيجاد الغاز المنزلي البديل في الأرياف من روث الحيوانات، فلماذا لا نجد البدائل لضروريات حياتنا وخاصةً الكهرباء التي تعُد ّعصب الحياة ومحرك عجلة الاقتصاد ومقوم أساسي لنهوض أي بلد؟ لنلجأ بجهود خبرائنا من جماعة الاختصاص للبديل في مقود الصناعة ولنحوّل ريحنا إلى حركة تنشط منازلنا بهواء عليل وشمسنا إلى نور في الليل ينور عتم قلوبنا ونفوسنا قبل بيوتنا، ونحوّل أمواج بحرنا إلى منارات؟
نعم، نستطيع بالإرادة والتصميم، نعم نستطيع بالخبرات ونظائرها في الطبيعة أن نصنع من جديد سورية التي كانت وما زالت لا تبخل على الغريب فكيف على ابنها.. لذا وحدوا الجهود كي لا نغرق في العتم أكثر وأكثر، لننير الدرب أمامنا من جديد، فمن صمد أعواماً على نار الحرب آن الأوان أن ينعم بالاستقرار، فالكهرباء حياة وأنتم بعدم اللجوء لتعويضها تقتلون فينا الحياة وخاصة الاقتصادية التي تعتمد على ركائز سياحية وصناعية وزراعية، أديروا العجلات من جديد لننير بلادنا من سهلها وجبلها وبحرها وجوها سورية تستحق أن تزهو.