د. كمال هايل عامر مكرّماً في قريته (مردك)

السويداء_ معين حمد العماطوري:

أقامت قرية مردك حفلاً تكريمياً للأستاذ الدكتور كمال هايل عامر، حضره وفود وممثلون عن جهات رسمية وعلمية وشعبية ودينية وفئات مجتمعية متنوعة، تقديراً لمسيرته وعطائه الإنساني والعلمي، وبرهنت بلدة مردك، بهذا التكريم، وأثبتت أنه يمكن أن يكون فعلاً كرامة لنبي في بلده، فقد قام شبابها وشيّابها ورجالها ونسوتها بالتعبير عن تكريم ابنهم البار، الذي عالج آلاف المرضى، ونهل من علمه في جامعة دمشق وغيرها آلاف الأطباء، وأشرف على مئات الرسائل العلمية العليا، ونال ما ناله والده هايل عامر من كرامة بالموقف والمبدأ.

ولا يمكن أن يُذكر اسمه إلا وتتوارد إلى الذهن ألقاب متنوعة، فقد لقّب: (الأكاديمي الإنسان) و(الحكيم القدّيس)، و(أبو الفقراء)، و(الطبيب الملهم)، و(الكريم الشجاع)، وصفات أخرى، وهو الطبيب الجرّاح الذي حقق قيمة مضافة مميزة من خلال وجوده عضواً في مجلس الشعب (لدورتين)، عدا الأبحاث والدراسات العلمية الأكاديمية التي نال عليها أوسمة من دول عربية وأجنبية لإبداعه، تجاوز الثمانين وما يزال يداوم في عيادته لا يخرج منها قبل أن يعاين عشرات المرضى.

الدكتور كمال عامر مولود في قرية مردك، لأب فلاح محب للحياة والمجتمع، ومتميز بتعلقه بالعلم والمعرفة، درس الطب لشغفه وحبه لهذه المهنة، والأهم أن والده كان له علاقة خاصة مع المجتمع وأفراده، فقد سدّ فراغاً كبيراً في تذليل صعوبات الناس، في زمن الفقر والحاجة، لهذا قطع عهداً على نفسه أن يخدم المجتمع السوري، حصل على الدكتوراه من الاتحاد السوفياتي سابقاً وتخصص بجراحة القلب والأوعية الدموية، وبدأ مشواره بالتعليم العالي بأبحاث ودراسات، وبات من الأساتذة في كلية الطب بجامعة دمشق، أوفد إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء بحث علمي أكاديمي، وساهم من خلال عضويته في مجلس الشعب بتطوير قطاع الصحة  والمستشفيات العامة ومنها المستشفى الوطني في السويداء.

وذكر الأستاذ الدكتور غسان أبو ترابة (عميد كلية الفنون الجميلة بالسويداء سابقاً): أتمنى تسمية مشفى شهبا باسمه، ومما ناله:

*وسام برتبه فارس في حرب تشرين التحريرية ١٩٧٣ من الرئيس حافظ الأسد، تقديراً لأعماله الطبية في الحرب في المشفى الميداني.

*وسام الشرف العلمي من ملك المغرب محمد السادس لقيامه بعمليات جراحيه في مشافي الدار البيضاء بالمغرب.

*أرفع وسام طبي منحه ملك الأردن حسين بن طلال، لقيامه بعمليات جراحيه في مدينه الحسين الطبية عمان.

* الميدالية الذهبية من الأكاديمية السويدية العليا تقديراً لجهوده في إنشاء عمليات جراحيه طبية متميزة في اختصاص جراحه القلب المفتوح.

* الميدالية الذهبية من قسم العمليات الجراحية في مشافي أوكرانيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) لأعماله الطبية العلمية.

*أعلى شهادة تقدير وتكريم في المجال العلمي الطبي من مشافي مدينه بنسلفانيا في أمريكا، لإبداعه طريقة جديدة في جراحة القلب المفتوح.

وشهادات وتقديرات لا يتسع المجال لذكرها:

_مؤسس قسم جراحه القلب ورئيس له في مشفى الأسد الجامعي في الثمانينات.

_ترأس قسم عمليات مركز جراحة القلب في فترة الأحداث ١٩٨٢ وهو الوحيد الذي بقي في عمله آنذاك، بعد مغادرة كثير من الأطباء.

_أجرى أكثر من 120000 عملية جراحية لغاية ٢٠١٨ خلال ٥٥ سنة.

_ ناقش وأشرف على مئات رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة دمشق والعديد من الجامعات العالمية.

_كان يُجري عملياته دائماً في مشافي القطاع العام، ويرفض أن يتحول للقطاع الخاص؟!

_مقولته الشهيرة: (الطب رسالة إنسانية لا يجوز أن يُقْبَض ثمنها).

ومردك اليوم بحفلها التكريمي له قد وضعت علامة فارقة في جبهة التاريخ المعاصر أنها كرمت نبيّاً في قريته يقيناً أن (العالمية تبدأ من قريتي) على حد قول ماركيز، ولكنه انطلق من مردك وحقّق العالمية وعاد إليها مكرّماً فيها.

العدد 1102 - 03/4/2024