بيان بمناسبة الذكرى الأولى بعد المئة لمعركة ميسلون
في الرابع والعشرين من تموز من كل عام تحيي القوى الوطنية السورية بمختلف تلاوينها الفكرية والسياسية، وعلى رأسها الشيوعيون السوريون، ذكرى معركة ميسلون التي كانت المنصة لانطلاق حركة تحرر وطني على مستوى المنطقة، وساهمت في بناء الشخصية الوطنية السورية المناضلة في وجه الاستعمار والساعية لتحقيق الاستقلال التام عن القوى الاستعمارية، وكانت ميسلون الدرس الأول في تاريخ النضال التحرري الذي استقاه كل وطني سوري منذ ذاك اليوم حتى يومنا هذا.
واليوم نحيي الذكرى الأولى بعد المئة لمعركة ميسلون التي قادها البطل يوسف العظمة، سيد شهداء وطننا ومُطلق الشرارة التي أوقدت الوعي الوطني في مواجهة الاستعمار الأوربي الإمبريالي في منطقتنا.
لقد أقدم يوسف العظمة ورفاقه على خوض المعركة رغم علمهم بأنها معركة محسومة النتائج من الناحية العسكرية، لكنهم كانوا يدركون تاريخية هذه المواجهة، وأنها ستكون درساً يلهم شباباً ومناضلين آخرين لم يسمحوا للغزاة المستعمرين بأن يرتاحوا يوماً على أرض وطننا حتى خرجوا مهزومين، ولم يقبل أبطال ميسلون بأن يدخل المستعمر أرض بلدنا دون مواجهة، حتى لو كان المصير هو الموت.
اليوم يتنطح البعض من حملة القيم الليبرالية، ممن جعلوا الغرب الرأسمالي قبلتهم، لمهاجمة الرموز التاريخية لبلدنا ومنهم الشهيد يوسف العظمة، وذلك سعياً منهم لإثبات ولائهم المطلق للرجل الأبيض الذي ارتضوه سيداً عليهم، إنما يسعى هؤلاء إلى محو الذاكرة النضالية لشبابنا، وإلى نسف تاريخ مليء بالمواقف المشرفة، وزرع ثقافة الخنوع للظلم والاستغلال خصوصاً إذا كان المستغِل غربياً. كما أنه من المؤسف أن نرى أن الجهات الرسمية السورية لم تعط هذه المناسبة الهامة قدرها، ولا تتعامل معها على أنها عيدٌ وطنيٌ هام يستحق أن نحتفل به وأن نتذكر مناضلينا وأبطالنا وعلى رأسهم الشهيد يوسف العظمة، الأمر الذي يعتبر شكلاً من أشكال التعتيم أو التجهيل.
نحن في اتحاد الشباب الديمقراطي السوري نذكّركم، أيها الشرفاء والوطنيون والمظلومون من أبناء وطننا الجريح، أن تاريخ سورية زاخر بالمآثر المشرفة، وأن أسلافكم لم يتوقفوا عن مواجهة قوى الظلم والطغيان الاستعمارية العالمية والرجعية المحلية مهما اشتدت الظروف حتى النصر والتحرير، وأن من واجبنا أن نبقى مخلصين لهذا الإرث النضالي الكبير، وأن نبقى على درب يوسف العظمة ورفاقه، فهو الدرب المؤدي إلى تحرير آخر شبر من تراب الوطن.
عاشت ذكرى معركة ميسلون!
الخلود لذكرى الشهيد يوسف العظمة ورفاقه!
على درب الأسلاف حتى النصر والتحرير!
دمشق 24/7/2021
اتحاد الشباب الديمقراطي السوري