دون حياء.. الحكومة ترفع سعر الدواء!!

رمضان إبراهيم:

في كل مرة تتحفنا فيه الحكومة (البائسة) وفريقها الاقتصادي (الجهبذ) بزيادة الأسعار، نسارع إلى أقلامنا فنستلها ونخط على البياض ما يمكن أن نسلّي به أرواحنا ونخفف من حجم القرار.

وكأن هذه الحكومة وهذا الفريق الاقتصادي في وادس، والمواطنون الذين باتوا يحلمون بالصعود إلى خط الفقر في واد آخر.. زيادات زيادات في أسعار كل شيء وفي كل مفصل من مفاصل الحياة السورية، ومع كل زيادة تسلب منا هذه الحكومة ورقة من أوراق استمرارنا في الحياة ومواجهة الصعاب، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا:

لماذا لا تشمل هذه الزيادات زيادة في الرواتب والأجور؟ فالمخجل والمعيب أن بعض الشباب السوري وجد في السودان وليبيا وحتى في الصومال ملجأ له من جحيم الحياة هنا! في ظل كل هذا الغلاء الفظيع فهل يعقل هذا!؟

السيد كريم خليل تحدث عن زيادات الأسعار في مختلف مستلزمات الإنتاج، وكلها تهدف للضغط على المنتج في بعض الأحيان كمهنة تربية الدواجن. أما فيما يتعلق بزيادة أسعار الأدوية، فقد أضاف إن المواطن السوري هو من يدفع الثمن ويتحمل أعباء الدول المجاورة من خلال التصدير بحجة العملة الصعبة أحياناً، ومن جهة أخرى لماذا لا تقوم الجهات المعنية والفريق الاقتصادي بدراسات حقيقية على التكلفة، سواء في مجال الأدوية أو الإنتاج الزراعي!؟

المواطن هذه الايام لا يجد أي قرار تشجيعي بالنسبة للزراعة رغم كل الصراخ، ولكن بعض الصناعيين تتم الاستجابة لطلباتهم فوراً!! ما هو رد فعلهم فيما لو أعلن مربو الدواجن مثلاً إضرابهم عن العمل إن لم يُرفع سعر الكيلو بما يتناسب مع مستلزمات الإنتاج؟!

الفقراء الذين يدعمون الدولة في مجال الإنتاج الزراعي يجب أن يتم دعمهم، واسمح لي أخيراً أن أقول لك إن هناك يداً خفية تحرك كل شيء.

الدكتور حرب تحدث عن انعكاس زيادة الاسعار بشكل عام على شريحة كبيرة من المواطنين وليس فقط زيادة سعر الدواء، وأضاف: فيما يتعلق بزيادة سعر الدواء بنسبة قد تصل إلى ٥٠% فهذا سينعكس سلباً على شريحة المتقاعدين الذي انتهت خدماتهم، بسبب أمراض مزمنة في معظم الحالات، طبعاً يجب علينا أن نلحظ انعكاس هذه الزيادة على الجرحى الذين قدموا زهرة شبابهم دون أن يتوقعوا أن يصلوا إلى هذا اليوم!!

السيدة أم عيسى تحدثت بكثير من المرارة عن انعكاس زيادة سعر الدواء على المواطن، وقالت بعد تنهيدة طويلة:

(الله يكون بعون اللي ما عندو دخل وعندو حالة مرض!! هذا الشخص كيف سيتدبر أمره!؟ هل درس هؤلاء الذين درسوا وأقروا زيادة الأسعار في كل شيء وانتهاء بالدواء حالة الناس ومستوى دخل الفرد في هذا البلد؟! الله يسترنا من اللي جاي!!).

طبعاً إذا كانت حجج وزارة الصحة والمعنيين بالأسعار هو قانون قيصر والحصار، فإننا ندعوهم لزيارة معارض السيارات ومحلات الهواتف الخليوية وأجهزة التكييف والتبريد ومحلات قطع السيارات الفخمة وغيرها وغيرها.

وليجب هؤلاء عن مصير قانون قيصر وعن الحصار وعن أصحاب ما ذكرنا.

لا يمكن لنا بأي شكل من الاشكال ولا تحت أية حجة أن نقبل هذا الاستهتار بشريحة كبيرة من المواطنين إرضاء لأصحاب معامل الأدوية تلك المعامل التي لا يملكها إلا أصحاب رؤوس الأموال والمتنفذون في البلد.

أخيراً

دون أدنى احساس بواقع المواطن ودون خجل ولا حياء عمد المعنيون في وزارة الصحة وأصحاب معامل الأدوية إلى رفع سعر الدواء تحت حجة واهية لا يمكن لعاقل أن يقتنع بها.

إذا كانت الحكومات السابقة اتجهت غرباً تماشياً مع مصالحها وسمسرتها وتلاعبها بحياتنا، وإذا كانت الحكومات التي تعاقبت اثناء الأزمة قد قررت التوجه شرقاً تبعاً لمصالحها أيضاً، فإن المواطن لم يبقَ له إلا أن يتجه إلى السماء رافعاً يديه إلى الأعلى مطالباً الأقوى من كل قوي بأن يريحنا ممن يسعى لهلاكنا ولخراب البلد.

 

العدد 1104 - 24/4/2024