الإصابات الرياضية خطورة.. قد تُهدد مستقبل اللاعب الرياضي

يارا بالي:

العضلات في الجسم البشري تعتبر المحرك الأساسي له، فهي المسؤولة عن القوة والحركة، وهي التي تعطي الجسد شكله العام، فهي تشكّل 40% من وزن الإنسان، وتعمل جميعها بالطريقة نفسها وهي الانقباض والانبساط، لهذا السبب تُعدُّ رمزاً لصحة الإنسان وقوته. ومن أهمية العضلات في الجسم، جاءت أهمية الرياضة البدنية للحفاظ عليها وتقويتها، فالرياضة على اختلاف أشكالها وأنواعها، إنما هي طاقة لا متناهية لها ضوابطها وأسسها التي وجب علينا الالتزام والتقيّد بها بعناية، وإلاّ وقعنا ضحية الإصابات الناجمة عنها.. فما هي أشيع الإصابات الرياضية؟ وما أسباب حدوثها؟ وما هي طرق الوقاية منها؟

تختلف الإصابات الرياضية الأكثر شيوعاً بين الرياضيين، حسب نوع الرياضة التي يتخصّص بها اللاعب، فتكثر إصابة خلع مفصل الكتف عند لاعبي ألعاب القوى، أو تمزّق رباطات مفصل الكتف، ممّا يؤدي إلى عدم ثبات هذا المفصل المهم، كما يؤدي إلى حدوث آلام مزمنة معه. ويشيع عند لاعبي كرة القدم، قطع الرباطات الصليبية للركبة، فما هو الرباط الصليبي، الذي غالباً ما يؤدّي قطعه إلى خروج اللاعب من المنافسة؟

الرباط الصليبي: هو جزء من ربطات الركبة، وظيفته تأمين ثباتها، وخاصة الحركات الدورانية لها، وسُمّي بالصليبي لأنه يأخذ شكل تصالب (x) فهو عبارة عن رباطين: رباط صليبي أمامي، وإصابته هي الأشيع، ورباط صليبي خلفي، ويحدث هذا القطع في الأربطة الصليبية نتيجة التواء الركبة، ووجود قوة دورانية معاكسة من عظم الفخذ على الساق، ممّا يؤدي إلى احمرار وتورّم بالركبة، وألم شديد وحاد، وصعوبة بالمشي، وبالتالي عدم قدرة اللاعب على مواصلة المباراة، وخضوعه لفترة علاج، قد تطول على حسب شدّة الحالة، وفي بعض الحالات قد يحتاج اللاعب إلى عمل جراحي لإعادة توصيل هذا الرباط الممزّق.

خطورة هذه الإصابات، تدفعنا لمعرفة طرق الوقاية منها، وتجنّب أي إصابة قد تؤثّر بشكل سلبي على أداء اللاعب، وعلى مستقبله الصحي عامةً، ومستقبله الرياضي بشكلٍ خاص.

تأتي في المرتبة الأولى من الأهمية، في أساليب الوقاية، أن يتعلّم الرياضي نوع الإصابة التي تكثر في تخصصه كلاعب لكرة القدم مثلاً، أو كلاعب لألعاب القوى، ومدى خطورتها، وأن يتجنّب تلك الأوضاع التي قد تؤدي إلى حدوث الإصابات. ومن أهم أساليب الوقاية أيضاً أن يقوم اللاعب بالتدريب المتناسق، وتقوية العضلات باستمرار، قبل البدء في ممارسة الرياضة، وأن يكون ذلك التدريب في ضوء برنامج ممنهج. ونختمها في آخِر أساليب الوقاية، وأكثرها حساسية لللاعب المصاب، وهو أن يأخذ هذا اللاعب فترة نقاهة كاملة، مع برنامج تدريبي مستمر ومتدرج للوصول إلى أعلى درجات الاستعداد، قبل العودة للرياضة بعد الإصابة، لتجنب أيّة انتكاسة، ربما تكون أكثر ضرراً من الإصابة ذاتها.. فكل هذه الإصابات وغيرها، غالباً ما تؤدي إلى إخراج الرياضيّ من أداء مهامه الرياضية، ووظيفته كلاعب محترف، أو منعه من ممارسة الرياضة التي يحب.. فما الهدف من الرياضة إلاّ الصحة، واللياقة البدنية، وما الهدف الجوهري للمنافسة على أيّة بطولة رياضية إلاّ المتعة للمشجعين، ولعشاق روح التحدي، الذي يكون في أوجه على أرضيات الملاعب، وفي الحلبات.. متمنين السلامة لكل رياضي، وراجين الروح الرياضية لكل متابع، مترصّد فوز فريقه.

العدد 1104 - 24/4/2024