في الزمن الصعب.. ثقة الشعب هي الضمان

كتب بشار المنيّر رئيس التحرير:

كما توقع الكثيرون، ونحن من ضمنهم، فقد أسفر الاستحقاق الدستوري، المتمثل بالانتخابات الرئاسية، عن تجديد ثقة الشعب السوري بالدكتور بشار الأسد.

لقد وصفت الرؤية التي وضعها حزبنا الشيوعي السوري الموحد لهذا الاستحقاق، المرحلة التي تمر بها بلادنا بأنها الأصعب والأخطر في تاريخها المعاصر، ولذلك تضمّنت هذه الرؤية حزمة من الإصلاحات والإجراءات التي رآها الحزب ضرورية كي يكون الاستحقاق ونتائجه، والفترة الرئاسية الجديدة، محققة لتطلعات السوريين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ورسالة موجهة للعدو والصديق بأن سورية ماضية إلى مستقبلها المشرق.

أوجاع الوطن يدركها جيداً الرئيس الأسد، فقد أوضحها أكثر من مرة خلال لقاءاته وتصريحاته، وأوجاع المواطن لم تغب يوماً عن اهتماماته اليومية، لكن هذه الأوجاع تعملقت وتضخمت خلال سنوات الجمر القاسية، وأدت تداعياتها إلى ما يشبه الكارثة بعد محاولة الغزو الإرهابي لبلادنا، والحصار الجائر الذي استهدف خنق الشعب السوري، والخسائر الهائلة التي تكبدها اقتصادنا الوطني وقطاعاتنا المنتجة، والاحتلال التركي والأمريكي للأرض السورية، وعوامل داخلية أخرى أبرزها ظهور فئات بازغة.. جديدة استثمرت ظروف البلاد الصعبة، واقتنصت حتى أنصاف الفرص، لمراكمة أرباحها، ومارست أبشع استغلال للمواطنين السوريين الذين لم يقصروا في دعم جيشهم الباسل، وتحملوا معاناة إنسانية واجتماعية ومعيشية، ستفرد لها حسب اعتقادنا آلاف الصفحات.

ثقة المواطنين السوريين بالرئيس الأسد من جديد لقيادة بلادنا في هذه المرحلة الصعبة، تعني في جملة ما تعنيه، أنهم يثقون بنواياه.. ومخططه.. وإصراره على معالجة هذه الأوجاع، رغم تداعيات الغزو والاحتلال، وهذا ما نراه ضمانة ورصيداً مهماً في حساب السيد الرئيس، سيفتح له آفاقاً واسعة للعمل على تكريس الثوابت الوطنية العليا المتمثلة في مواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للتراب السوري، والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وضمان الحقوق السياسية والديمقراطية للمواطنين السوريين، وإنهاض الاقتصاد الوطني، ومحاسبة من ساهم في زيادة أوجاع الوطن والمواطن من الفاسدين ودواعش الداخل، وإعلاء كرامة المواطن السوري أعلى فأعلى.

سألني رفيق شاب: هل أنت متفائل بالآتي؟

أجبته: نعم.. متفائل للأسباب التالية:

1- لأننا نقاوم الاحتلال وبقايا الإرهاب، والمقاومون لا يعرفون اليأس.

2- لأننا نسعى إلى إعمار بلادنا، ومن يسعى إلى الإعمار والبناء لا يعرف التشاؤم.

3- وأخيراً.. لأنني شيوعي، والشيوعيون أعداء اليأس.

الشعب السوري قال كلمته، وكانت رداً على الكثيرين في الخارج والداخل: نحن من نختار نظامنا.. وقادتنا.. مسؤوليتكم كبيرة جداً، سيادة الرئيس، لكن ثقة الشعب هي ضمانتكم.

أما نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، فسنبقى على العهد القديم.. الجديد: النضال ودون هوادة من أجل وطن حرّ.. سيد.. ديمقراطي، يضمّ الجميع، وشعب موفور الكرامة رافع الرأس، ولن ندخر جهداً لتحقيق المصالح العليا لوطننا وشعبنا دائماً.. دائماً.

 

العدد 1102 - 03/4/2024