الكفن والخازوق
مواطن سوري:
يتداول السوريون في بعض أريافنا، مما وصل إلينا من موروثنا الشعبي، قصة تشبه تقريباً ما نراه في واقعنا من بعض قرارات حكوماتنا في تعاملها مع المواطنين.
والقصة تروى أنه في قرية ما، كان هناك رجل على همّه، وعمله سرقه كفن كلّ من يتوفى حديثاً تحت جنح الظلام، ولم يتمكن أهل القرية من معرفته، وكل ما كان بوسعهم أن يفعلوه هو السبّ والشتم واللعن عليه، هذا الأمر كان يغيظ ابنه، وأمام هذا الكم الهائل من المسبات والشتائم أقسم الابن على أن يجعلهم يترحمون على أبيه، فسار على نهج والده، وأضاف إليه بعد سرقة الكفن وضع خازوق في مؤخرة المتوفى، وهكذا تحقق له ما أراده، فأصبح الناس يترحمون على الأب الذي كان يكتفي بسرقة الكفن، وبدأت المسبات والشتائم تنهال على اللص الجديد.
هذه القصة تلخيص لمعاناة المواطنين مع حكوماتنا، وعلى سبيل المثال ها هي وزارة التجارة الداخلية في تعاملها مع توزيع المواد المدعومة.
غاب الزيت إن لم يوزع وغاب الشاي كذلك، ودورتها التموينية أصبحت ثلاثة أشهر بعد أن كانت كل شهرين، ووصل الدور اليوم إلى مادة الأرز، ومن لم يستلم المواد خلال الدورة الحالية عليه أن يلغي مادة الأرز من طلباته حتى تصله رسالة السكر.
وهكذا حال مواطننا مع كل وزير جديد، وحكومة جديدة، يجعلنا نترحم على السابقين، فهم يتصرفون كما تصرف ابن سارق الأكفان، ولأن خوازيق الحكومة طويلة، تلجأ الحكومة لإدخالها على دفعات.