اللجنة المنطقية للحزب في حلب.. والاستحقاق الدستوري
في إطار رؤية الحزب الشيوعي السوري الموحد للاستحقاق الدستوري، أقامت اللجنة المنطقية لحزبنا في حلب لقاءً جماهيرياً سياسياً في قرية برلهين بريف حلب الشرقي، حضره طيف واسع من أهالي القرى المجاورة: السين وجب غبشة وفاح وعيشة وعران، ووفد من دير حافر، إضافة إلى الحضور الكثيف من القرية المضيفة، كما شارك في اللقاء ممثلو أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية الموجودون في المنطقة من الباب ودير حافر وتادف وكويرس وكبارة من السفيرة ومخاتير ورؤساء الجمعيات الفلاحية، ومعلمو ومعلمات المنطقة وموجهون تربويون ومحامون.
و قد افتتح اللقاء بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الوطن والحزب، والنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية.
وقد قدم الرفيق أحمد العمر (عضو اللجنة المنطقية) للقاء وأدار حواراً سياسياً ومطلبياً بعد إلقاء الكلمات الرسمية.
فقال: (أيها الرفاق والحضور الكرام.. نلتقي اليوم لنقول للأصدقاء قبل الأعداء، إن خياراتنا الوطنية تنبع من ثقافتنا وتاريخنا وحقنا في اختيار قادتنا، خيار سوري خالص لا يتبع لأي إملاء أو رأي خارجي.
من أجل عودة دورة الحياة إلى سورية وعودة التلاميذ لمقاعد الدراسة، عودة الأراضي السورية المحتلة لسلطة الدولة السورية، من أجل سيادة قرارنا على كل أراضينا ووفاءً لدماء شهدائنا، يجب أن نشارك في الاستحقاق الدستوري لنرسم مستقبل سورية العلماني الديمقراطي سورية الموحدة أرضاً وشعباً).
وألقى الرفيق عبد الفتاح الإسماعيل كلمة فرعية برلهين المضيفة للقاء والمنظمة له، ركز فيها على معاني الوحدة الوطنية وضرورة تحقيق مطالب المواطنين الذين بلغت معاناتهم ذروتها، بعدما اشتد الحصار الاقتصادي على وطننا.
ثم قدم الرفيق محمد العبد الله الصفر (أمين شعبة الباب لحزب الوحدويين الاشتراكيين) كلمة الجبهة الوطنية التقدمية، تكلم فيها عن (أهمية الاستحقاق الدستوري وضرورة إجرائه في وقته وعدم الوقوع في فراغ دستوري، مذكراً بالهجمة الشرسة على سورية التي لم يكن ممكناً الصمود في وجهها لولا شعبنا وجيشنا وعلى رأسه الدكتور بشار الأسد).
وقد ألقى الرفيق أمين النقر (أمين شعبة الباب لحزب البعث العربي الاشتراكي) كلمة عبر فيها عن الشكر العميق للحزب الشيوعي السوري الموحد، وعن التكاتف بين أطياف المنطقة والأحزاب السياسية التي تمثلها فور تحرير المنطقة من الإرهاب، في إعادة تأهيل القرى، وفي متابعة هموم المواطنين ومطالبهم، وبالتحديد متطلبات الإنتاج الزراعي، والنجاح في تحقيق بعضها وضرورة متابعة باقي هذه المتطلبات، بالتعاون مع الجميع.
و قدم الرفيق هيثم الشعار (أمين اللجنة المنطقية بحلب) رؤية حزبنا للاستحقاق الدستوري وبيانه حول الانتخابات الرئاسية، فوضح ضرورة تحقيق الإصلاحات التي سبق أن وعدت بها السلطة، وأهمية ربط الاستحقاق بمجموعة من هذه الإصلاحات والإجراءات اللازمة في كل المجالات السياسية والاقتصادية الاجتماعية والمعيشية، والذي يظهر للعالم كله خيار شعبنا المستقل وتوقه للخلاص من تداعيات الحرب والمظاهر غير المشروعة التي تنتقص من هيبة الدولة.
وأكد أن الحزب سيقوم بواجبه الوطني كاملاً لحسن تنفيذ الاستحقاق الرئاسي، ولن يدخر جهداً كي يعبر هذا الاستحقاق عن وحدة شعبنا وخياراته المستقلة، وسيدعو أعضاءه وأصدقاءه وجميع السوريين لانتخاب السيد الدكتور بشار الأسد (الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس الجبهة الوطنية التقدمية).
كما حيا الرفيق أمين اللجنة المنطقية انتفاضة شعبنا في فلسطين، كل فلسطين، في أراضي 48 وفي الضفة وغزة، مؤكداً الاعتزاز والأمل بجيل شباب فلسطين – الداخل الذي أسقط رهانات الصهاينة، في أنه سينسى أنه شعب تحت الاحتلال، تحت سلطة آخر نظام أبارتهايد في العالم.
جرى بعد الكلمات الرسمية متابعة اللقاء الجماهيري السياسي بحوار عفوي مع الحاضرين من أهالي القرية والقرى المجاورة حول أوضاعهم ورؤاهم حول المرحلة القادمة، ظهر منها الوعي الوطني جلياً في فهم ما حدث وارتباط العوامل المختلفة باستمرار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، والأمل في تراجع الصعوبات وتأثيرات الحصار.
وقد أبدى جميع المتحدثين من حزبيين ومستقلين سعادتهم لهذا اللقاء العفوي الصادق، وأنه يعكس الوحدة الوطنية وضرورة نهج الانفتاح على الأحزاب الوطنية بمختلف رؤاها ما دامت تضع مصلحة الشعب والوطن في مقدمة أولوياتها.
افتتح الرفيق أمين اللجنة المنطقية الحوار بضرورة تحقيق مطالب الشعب الحياتية، وضرورة اهتمام الحكومة بالزراعة ودعم مستلزماتها، مما يؤمن الاكتفاء الذاتي للسلة الغذائية السورية.
وتحدث الرفيق أمين شعبة الباب لحزب البعث عن العمل الجبهوي، ونوّه بالتعاون الحاصل بين جميع الأحزاب الجبهوية في الباب في حل الكثير من القضايا في تأمين مياه الشرب والزراعة من تأمين المحروقات وباقي المستلزمات رغم الحصار وصعوبة الأوضاع.
كما تحدث الرفيق مصطفى كوسا (عضو مجلس محافظة حلب ممثل حزبنا في فرع الجبهة) عن العمل الحكومي في حلب ومتابعة مطالب القرى ومدن الريف وفي كل المجالات.
وتحدث عليّ الشاهين (مختار قرية كبارة) عن الزراعة ومتطلباتها لرفد السوق المحلية بالإنتاج الزراعي المحلي، وطالب بدعم الفلاحين ليتمكنوا من القيام بعملهم وتأمين معيشتهم بشكل يناسب جهدهم.
وشارك المحامي عبد الرزاق حمود متحدثاً عن الحرب القذرة على سورية، وكيف استخدم الأعداء الإعلام في نشر الفوضى ومحاولة فرط العقد والنسيج الاجتماعي الموجود والذي استعصى على كل مخططاتهم.
وأشارت الرفيق فاديا كسار (عضوة اللجنة المنطقية مسؤولة فرع رابطة النساء السوريات بحلب) إلى استمرار التقصير فيما يخص إبراز دور المرأة في الريف رغم مشاركتها بالعمل والإنتاج، ودللت على ذلك بقلة الحضور النسائي في هذا اللقاء.
وأضاء الرفيق عبد الفتاح الإسماعيل عن تقصير الحكومة تجاه عائلات الشهداء (الذين لولا تضحياتهم لما كنا هنا الآن)، وتطرق للفعاليات العشائرية التي تصرف فيها ملايين الليرات للعنجهية والتباهي بدلاً من وضعها في أيدي المستحقين الحقيقيين من عائلات الشهداء الفقيرة التي قدمت أغلى ما يمكنها من بذل في سبيل وطننا الغالي.
اختتم اللقاء الجماهيري السياسي بالوقوف دقيقة صمت تقديراً لأرواح شهداء الوطن.