بلا عنوان
رمضان إبراهيم:
(إلى حواء)
اليوم أكملت إخراجك مني!
قالتها وهي ترشف كأسها بتلذّذ، ونظرت إليه محاولة محو ما تبقّى من صورته هناك حيث كان يغفو في الذاكرة.
أقسمت بعشرين ربيعاً إنها لم تعد تطيق الاستمرار معه، وأضافت:
كنت قد اقتلعت آخر جذوره من تربة قلب أحبه.
لا تسألني كيف ومتى وما هو السبب، فكل ما يمكنني قوله إنه لم يزهر ولم يورق، فقررت ألا ارتبط بخريف دائم.
أنا من ماء ونار، أشتعل فجأة وتخمد ناري فجأة، ومجنون من لا يعرف كيف ومتى أشتعل ولماذا أطفئ ناري التي أحب.
أقسمت في عيد ميلادها إن كل الأرصفة لم تعد تعني لها شيئاً وإن العابرين عليها يسيرون إلى نهاياتهم ما لم يعيشوا ربيع الحب.
انتظرت ان يبلغ الفطام أجله، وفي هدوء وسكون ما قبل القرار الرهيب ابتلعت خيبة مرة لم يرها أحد، وانسلّت من قصتها تاركة كل الصفحات وكل الكلمات دون أن يدري أحد بما يخالج روحها. قال الليل:
لروحها نور لا يعرفه إلا المبصرون.
قال الطريق:
كنت أغفو على نبضات قلبها.
قالت ياسمينة عتيقة:
مجنونة من تهدي عطرها لخريف.
قال الحلم:
كنت جميلاً في داخلها، لكنها غابت وحلّقت بعيداً بعيداً، ومازالت حتى اليوم تتذكر كيف اعتادت الغياب وكيف تعلمت التحليق.