المطالب ما بين الإمكانية والاستحالة

الدكتور سنان علي ديب:

من المؤكد أن انعكاسات الحرب الإرهابية المركبة المعقدة وخاصة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية قد قلص الإمكانيات وحجم الموارد، وخاصة بعدما كثفت العقوبات وضيق الحصار لأبعد حدوده، فأصبح هناك الكثير من الحاجات صعبة التحقيق والكثير من الأمراض الاجتماعية صعبة الإحاطة، لعمقها العمودي وسعة الانتشار، ولكن إضافة إلى ذلك، ومثلما وجدنا هناك الكثير من المشاكل التي حلها بحاجة إلى نوايا وإرادة وعمل دؤوب وبرامج واضحة ومتابعة، وهو ما وجدناه بحلول لأزمات الطوابير وآخرها الخبز عبر توسيع المنافذ ومراقبة الشراء والبيع ومنع تعدد البطاقات لدى الشراء.

وما نطرحه اليوم هو ضمن سياق المشكلة ممكنة الحل، والتي ينجم عنها مشاكل متعددة، وهي مشكلة تخص حوالي خمسين ألف شخص، وبالتالي حلها يريح حوالي خمسين ألف أسرة في ظل ما عانته وتعانيه الأسرة السورية من تفكك وترهل من خلال الهجرة أو الوفاة أو الشهادة، وكذلك من صعوبات معيشية ناجمة عن ظروف المعيشة الصعبة، فعام ٢٠١١ كان آخر قرار لتثبيت المؤقتين، ومن بعدها ظل عدد كبير  من دون تثبيت لغاية اليوم رغم المطالبات المتعددة من قبل المنظمات والأحزاب والوعود المتكررة من قبل رئاسة الوزراء والتصريحات بأن موعد التثبيت قريب جداً وبأنه سيكون على مرحلتين:

المرحلة الأولى كانت مخصصة لتشغيل الشباب كون فترة تشغيلهم كانت في نهايتها، فكان الاستعجال في الحل قبل انتهاء المدة.

وكذلك كانت المرحلة الأولى تخص ذوي الشهداء على أن تتم المرحلة الثانية بعدها مباشرة والتي تخص تثبيت المتعاقدين ومن في حكمهم، ولكن إلى اليوم ما زالوا منتظرين الفرج واتخاذ القرار. ومن فترة طالب مؤتمر الاتحاد العام للعمال رئاسة مجلس الوزراء بالموضوع نفسه، ولكن كان الرد بالتريث علماً بأنه في حسابات الجدوى الاقتصادية عدا الإنسانية والوطنية فإن القرار يخدم البلد من كل الاتجاهات ويخفف المعاناة وينعكس إيجاباً على الإنتاجية وعلى الاستقرار ويعالج الكثير من الأمراض الاجتماعية ويحقق الاستقرار للعامل وللمنشأة أو المصنع ويعطي حقوقاً هي من أبسط حقوق المواطن والعامل في بلده، وتكلفتها على خزينة الدولة شبه معدومة، فهم يتقاضون أجورهم وأغلب المزايا الممنوحة لغيرهم من المثبتين، وكذلك تعطي الإمكانية لتنظيم عمل مديريات الموارد البشرية وأقسامها وخططها بشكل أوضح وأكثر دقة واستقراراً، وبالتالي هذه من المطالب الممكنة التحقيق وليست بحاجة إلى جهود أو إمكانيات إضافية.

فهل نسير نحو العلاجات الممكنة ريثما تعود العافية والانطلاقة القوية للمؤشرات للسير ببرنامج متكامل وخطة متوافق عليها ويكون هؤلاء العمال لبنة بتحقيقها، أم نستمر بانتظار كرات الثلج لتصبح من الكبر فوق إمكانياتنا ولتصعب الحلول وتتضاعف المشاكل وانعكاساتها؟!

 

العدد 1104 - 24/4/2024